أفعى البنوك التجارية وسلة الضمان الإجتماعي !
المدينة نيوز - خاص - محرر الشؤون الإقتصادية - : كنا وعدنا قراءنا الاعزاء بتناول مساهمات الضمان الاجتماعي في قطاع البنوك ، حيث نشرنا عدة مرات عن نسب المشاركات ، ووردتنا استفسارات كثيرة من متابعينا حول هذه المساهمات ( مساهمات الضمان الاجتماعي في البنوك ) ولان هذه القضية خطيرة لدرجة لم يقف عليها المواطنون ولم يسبق وأن تطرق اليها أحد فاننا سننفض غبار (المحفظة الاستراتيجية ) للضمان الاجتماعي والمتعلقة بقطاع البنوك حيث ان الضمان يشترك في كل البنوك العاملة على الساحة الاردنية ويتطلب الامر معرفة المخاطر التي قد يتكبدها الضمان جراء هذه المشاركة والتي تعتبر الاعلى في مساهمات الضمان وادارة امواله التي هي اموال الاجيال الاردنية القادمة.
فقد كشفت دراسة حصلنا عليها بان قطاع البنوك يحتل النسبة الاعلى من استثمارات هذه المحفظة (المحفظة الاستراتيجية ) ضمن القطاعات الرئيسية التي يشترك بها الضمان والتي تعتبر الاعلى من اجمالي الاستثمارات
ويوجز التقرير الذي ينشر لأول مرة بالتالي :
لقد كشفت الدراسة عدم التزام الضمان بحدود استراتيجية الاستثمار المحددة حيث بدأت هذه الانحرافات المشكلة للمحفظة الاستثمارية واضحة في جميع القطاعات اي هناك زيادة في الاستثمار في قطاع البنوك ، واذا تم الاخذ بعين الاعتبار درجة الارتباط الكبيرة ما بين اسهم البنوك ضمن القطاع البنكي في سوق عمان المالي نلاحظ درجة مخاطر التمركز القطاعي .
ويقول خبراء عرضت عليهم المدينة نيوز هذه القضية : ان اي اضطراب في السوق المالي ينتج عنه اثار مباشرة على القيمة السوقية لمحفظة المساهمات خصوصا ان الكثير من التوقعات قد اشارت بشكل واضح ان هناك الكثير من الاسهم المتداولة في سوق عمان المالي قد قدرت باعلى من قيمتها الحقيقية ، بالاضافة الى ان التمركز الكبير في قطاع البنوك يعني انخفاض مستوى التنويع في المحفظة الاستراتيجية المستثمرة في السوق المالي مما يعكس ارتفاع مستوى المخاطر .
ومن المفارقات انخفاض مستوى التمركز لقطاع الصناعة داخل المحفظة والذي شكل اعشارا بالمئه من اجمالي استثمارات المحفظة الاستراتيجة مما انعكس سلبا طوال هذه السنوات على قطاع الصناعة بشكل عام في الاسواق المالية الاردنية.
إذن ، فإن الضمان يشترك في البنوك وبمساهمات عالية دون أن يعي حجم المخاطر التي تترتب على ذلك ، بمعنى أدق : يضع بيضه كله في سلة واحدة ، وإن جد الجد ، نراه يصيح بالمواطنين : سنفلس في غضون كذا ، أنقذونا ..
ولا يجب أن يغيب عن البال بعض كتاب التدخل السريع الذين طالعونا قبل أيام بمقالات تتحدث عن سن التقاعد في فرنسا وفي سويسرا ، متناسية هذه الأصوات أننا في الأردن ، مع الأخذ بعين الإعتبار أنه وحتى في البلدان التي يستشهد بها هؤلاء ، فإن الإحتجاجات طغت على الأحداث مما يعني عدم رضا مواطني هذه البلدان برفع سن التقاعد بأي شكل من الأشكال وإننا نفسر المقالات تلك بخطوات قادمة من الضمان على هذا الصعيد ..
أحد المواطنين قال ما يشبه النكتة : إن المواطن الأوروبي يتغذى طوال عمره على الستيك والفواكه والمعادن الطبيعية وعلى الرعاية الصحية ، بينما يتغذى الأردنيون على قلاية البطاطا بالسمنة النباتية " الغزالين " ولا يذوقون الفواكه إلا في المناسبات ، أما اللحوم فـ " من العيد للعيد لنمسك اللحمة بالإيد " وهذا لمن لا يعلم : مثل أردني دارج يحاكي الفقراء وحرمانهم .
كيف يقارنوننا بغيرنا .. ؟؟
لا قوة إلا بالله .!.