جولة ثانية من «انفجار التاريخ»

تم نشره الخميس 09 تشرين الثّاني / نوفمبر 2017 12:58 صباحاً
جولة ثانية من «انفجار التاريخ»
حسين الرواشدة

ما يحدث في عالمنا العربي يؤكد حقيقة واحدة وهي أن الربيع العربي لم ينته بعد، صحيح اننا قد نختلف على ما حدث سواء من حيث التسمية والأسباب أو النتائج وربما الأدوار وأهداف اللاعبين، لكن الصحيح -أيضاً- هو ان أي محاولة “لنعي” هذا المارد الذي انطلق من “قمعه” لن تكون مقنعة، فالفقيد لم يمت حقاً، والتحولات التي تجري من حولنا تؤكد ذلك تماماً.

لكي نفهم ذلك، أستأذن بتسجيل ملاحظتين: الأولى أن ما جرى قبل سنوات انطلاقاً من “تونس” وصولاً الى ليبيا فمصر واليمن وغيرها من الدول -بدرجات متفاوتة- كان مجرد جولة من جولات “قيامة” الشعوب العربية، وقد انعكست هذه “القيامة” بشكل او بآخر على عالمنا العربي لدرجة أصبح “الإرهاب” هو العنوان البديل والفاعل الأساسي للجولة الثانية، الآن انتهت الجولة الأولى بحدثين اساسين: نجاح الثورات المضادة وتعسر الثورات الناجحة، ثم افول “نجم” الإرهاب أو تراجعه على الأقل، لكن هل يعقل ان يكون ذلك هو “الخاتمة”؟

بالتأكيد لا، فقد أدركت الشعوب بعد هذه التجربة أن تجربتها من أجل التغيير فشلت، وأن الجولة الأولى انتهت “بخسارتها” أمام قوى أخرى منظمة وقوية تساندها مصالح الدول الكبرى في الإقليم والعالم، لكن لم يخطر في بال أحد -ربما- أن الجولة الثانية ستكون مختلفة تماماً، فبدلاً من “قيامة” الشعوب ستقوم بعض الأنظمة بالانقلاب على الوضع العام.

تحتاج “الفكرة” الى تفاصيل أخرى، سأتجاوزها اعتماداً على حصانة القارئ في استحضار المشهد الماثل الآن في عالمنا العربي، لكنني اشير فقط الى ان حركة الرأس العربي هذه المرّة ستصب في مجرى الربيع العربي الذي دشنته الشعوب حتى لو كان المقصود هو عكس هذا الاتجاه...فأي تغيير سواء جرى بإرادة الناس أو دون إرادتهم سيكون ايذاناً بانطلاق قطار التغيير، هذا الذي لا يمكن لأحد أن يوقفه.

أما الملاحظة الثانية فهي أن ما حدث في عالمنا العربي كان بمثابة “انفجار التاريخ” العربي كله، وما دام أن العرب، كل العرب، شركاء في هذا التاريخ بما تعرق له من انسدادات في كافة المجالات الدينية والثقافية والسياسية والاجتماعية، فإن لكل واحد منهم نصيبًا من هذا “الانفجار”، صحيح أن درجات الانفجار ستكون متفاوتة، كما ان صواعقه ستكون مختلفة، لكن الصحيح أن هذا الاختلاف سيكون فقط في الدرجة لا في النوع.

حين ندقق في هذه اللحظة بعيون مفتوحة على الماضي والمستقبل معاً، نجد أن ما جرى في عالمنا العربي، كان مسايراً لحركة التاريخ تماماً، وأن ساعة التغيير التي دقت من تونس لن تتوقف قبل أن تصل إلى العواصم كلها، وبهذا نستطيع أن نفهم بسهولة الرسائل المبهمة التي تصلنا من أكثر من مكان، وأن نفك “الألغاز” التي تبدو خارج سياق المعقول.

الدستور 2017-11-09



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات