أليس في أميركا عقلاء؟!

تم نشره الإثنين 20 تشرين الثّاني / نوفمبر 2017 12:56 صباحاً
أليس في أميركا عقلاء؟!
صالح القلاب

وكأنه لم يعد يوجد في أميركا عقلاء، والمقصود هو هذه الإدارة التي على رأسها دونالد ترمب والإدارة التي سبقتها التي كان على رأسها باراك أوباما والتي سبقت التي سبقتها وعلى رأسها جورج بوش الإبن، حتى تخسر هذه الدولة العظمى أصدقاءها في هذه المنطقة الإستراتيجية الحساسة واحداً بعد الآخر ولمصلحة روسيا الإتحادية، وريثة الإتحاد السوفياتي، الذي كان قياساً بما نراه الآن وما بقينا نراه منذ بدايات تسعينات القرن، عظيماً وعملاقاً.. وعظم الله أجره،..والأخطر ولمصلحة إيران هذه الدولة التي كان يجب أن تكون صديقاً حميماً للعرب بعد ثورتها في عام 1979 ولكنها تحولت وللأسف إلى عدوٍّ مبين.

لقد فاجأت إدارة ترمب، التي غير معروف من هو الذي يديرها، الذين كانوا يراهنون على أنها قد تنجز حلاًّ «معقولاً» بين الفلسطينيين والإسرائيليين بتوجيه تهديدٍ لمنظمة التحرير بعدم تجديد تصريح مكتبها في واشنطن ما لم تنخرط في مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين وما لم تكف عن التهديد باللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية لوقف الإستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وكل هذا وكأن الجهات الفلسطينية المعنية هي التي لا تريد تفاوضاً مباشراً «مجدياًّ» مع بنيامين نتنياهو الذي شجعه السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان على المضي في تحديه للمجتمع الدولي والأمم المتحدة بوصفه للإحتلال الإسرائيلي بـ «أنه مزعوم»!!.

وبالطبع فإنه لا ضرورة لأن يتعجل الأشقاء الفلسطينيون بردٍّ تلقائي تهديدي بإنهم سيجمدون علاقاتهم بالولايات المتحدة في حال إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن إذْ أن هذا هو ما يريده بنيامين نتنياهو الذي سارع إلى القول، وكأنه أميركيٌّ: إن هذا القرار «مسألة مرتبطة بالقانون الأمريكي.. إننا نحترمه ونتطلع إلى مواصلة العمل مع الولايات المتحدة لتحقيق تقدم في السلام والأمن في المنطقة».. وبالطبع إن هذا كذب واضح وفاضح.. فالسلام المطلوب يجب أن يكون في فلسطين ومع الفلسطينيين وليس في هذه المنطقة التي تعاني من ألف مشكلة ومشكلة!!.

كان على ترمب أن يفكر ملياًّ قبل أن يَصْدُر عن إدارته هذا التهديد الخطير الذي وجهته للفلسطينيين وإنَّ عليه أنْ يدرك أنه إذا تم فعلاً تنفيذ ما هددت به هذه الإدارة فإنها ستضع في إيدي الإرهابيين والإيرانيين أيضاً المبرر الذي ينتظرونه لمواصلة تسويق إرهابهم إنْ في هذه المنطقة وإن في العالم بأسره وعلى أساس أنَّ ما قاموا وما سيقومون به هو لمواجهة «العدو الصهيوني» وهو «لتحرير فلسطين» وهو أيضاً للرد على هذه المواقف الأميركية السيئة والرعناء!!.

كانت إدارة بوش (الأبن) قد فتحت أبواب العراق للإيرانيين، الذين باتوا يسيطرون عليه كما هو واقع الحال الآن وكانت إدارة باراك أوباما قد فرطت بأهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط كله الذي هو تركيا التي يعد جيشها ثاني أكبر جيش في حلف شمالي الأطلسي بعد الجيش الأميركي ثم وها هو ترمب يستكمل ما كان بدأه سلفه «الديمقراطي» فأصبح هذا البلد المحوري الهام جزءاً من المنظومة الروسية في المنطقة وأحد أضلاع هذا التحالف الثلاثي الذي يضم روسيا وإيران و»الجمهورية الأردوغانية».. والتساؤل هنا هو:أليس هذا يا ترى جنون ما بعده جنون؟!.

الراي 2017-11-20



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات