ماذا قال الرفاعي لوزرائه وبماذا أجاب المعشر وكم استغرق الإجتماع ؟
المدينة نيوز - خاص – بتول دانو تيكا - : كم تراه استغرق إخبار الوزراء بأنهم اصبحوا خارج الوزارة وبأنهم باتوا مواطنين عاديين يحمل كلهم لقب معالي سابق .. ؟؟
المعلومات التي استقتها المدينة نيوز من مصادرها الوثيقة تقول : إن الرئيس المكلف ، أو المستقيل ، لا فرق ، لم ياخذ إخباره الوزراء في الإجتماع الذي عقد بالأمس سوى لحظات خلال اجتماع لم يستغرق سوى 10 دقائق ..
يروي وزير معروف أصبح " سابقا " للمدينة نيوز : أنهم تم استدعاؤهم لاجتماع في تمام الثالثة والنصف عصر الإثنين ، وبالفعل كان الجميع متواجدا في القاعة ، والبعض تواجد قبل الموعد المحدد بزمن لافت ، ولم يكن أحد يتصور أن الأمر سيكون على ما كان عليه ، أللهم سوى تعديل على الحكومة ، أو إعادة تشكيل في أسوأ الظروف ، ولكن لن ينتهي الإجتماع إلا ويعرف كل وزير مصيره سواء في التشكيل أم في التعديل .. هكذا كانت هواجس الجميع باستثناء رجائي المعشر بالذات الذي كان يعلم كل شيء ..
لم يجر الأمر كما تصور البعض ، بل تنحنح الرئيس قائلا للحضور : حبيت أحكيلكم أنو سيدنا وافق على أننا نستقيل ، وهذا الإجتماع لإخباركم أنني سأذهب لتقديم استقالتي .. واستمر الرئيس يشكر الوزراء ويثني على تجربته معهم ..
كان الجميع في صمت مطبق وكأن على رؤوسهم الطير ، ولم يتحدث خلال جلسة العشر دقائق هذه سوى رجائي المعشر الذي قال للرئيس : نشكر دولة الرئيس على تعاونه معنا ، وكانت تجربة طيبة مع جميع الزملاء .. هكذا قال المعشر فقط ، وما أن انتهى من جملته حتى وقف الرئيس مستأذنا ليخرج باتجاه القصر ، بينما قام الوزراء بالتسليم على بعضهم البعض ، ويا دار ما دخلك شر ، وكل واحد روّح على داره .
المدينة نيوز اتصلت بنائب لرئيس الوزراء " أصبح سابقا شأن غيره " ونتعمد أن لا نذكر اسمه ، وتبين بأنه كان مقتنعا بأن تعديلا على الحكومة سيتم ، ولم يكن يعلم هو نفسه بأن الأمر سيصل إلى استقالة إلا بعد أن كشف الرفاعي عن ذلك خلال اجتماع العشر دقائق ..
معلوماتنا تفيد : بأنه ما من أحد يعرف ماذا يدور في رأس الرفاعي ، فهو – كما يبدو – قابض يده جدا حيال أي معلومة ، ولا يشغله هذا الاوان حسب مقربين منه سوى مجلس النواب الذي يريد ان يفوز بثقة منه قبل انعقاده تمهيدا للتصويت الدستوري ، هذا هو حلمه ، وعليه ، فإنه بدأ فعلا باتصالات مع النواب ، ولا يعرف أحد ماذا يدور برأس الرجل ، كل الذي يرشح عنه أنه سيلتقي بالنواب وسينال ثقتهم قبل أن يقف على المنصة متسلحا بكتاب التكليف الثاني الذي أكدت بنوده ومراميه على ما جاء في الكتاب الأول ، والعنوان الأبرز في الكتابين أن المواطن هو المحور ، وكل ما دون ذلك يدور في فلكه ، ومطلوب من الرئيس أن يشكل أو أن يبني علاقة متينة مع مجلس الأمة ، ولعل الإشارة الصريحة لقانون الإنتخاب الذي أمر الملك أن يحمل صفة الإستعجال ، وكذلك الشراكة التكاملية مع السلطة التشريعية أمران ملكيان لهما مدلول واحد وإن تداخل القانوني بالسياسي في حكومة يبدو أن رئيسها المكلف يعرف ماذا يريد ، ويبدو – كذلك – أنه وضع صاحب القرار بصورة خطواته القادمة ونال بخصوصها الضوء الأخضر .
رجائي المعشر