السياسي السعودي د. مطلق المطيري يكتب : الملك عبدالله الثاني والقضية الفلسطينية
المدينة نيوز - : كتب د.مطلق سعود المطيري ، المستشار السياسي في السفارة السعودية في عمان و أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود مقالا نشرته صحيفة الرأي الأربعاء تعيد المدينة نيوز نشره لأهميته ..
اطلعت على بعض المزاعم الاعلامية التي نشرتها منابر الضلال التي تستغل الاوضاع السياسية الصعبة وتبني من خلالها دعايات لا تفيد سوى المتصيدين في العلاقات العربية العربية، وبخاصة العلاقات المتميزة بين عمان والرياض، ومن هذه المزاعم : ان هناك مخاوف اردنية بسبب تجاوز السعودية لدور الاردن في قضية التطبيع مع العدو الصهيوني، وكأن صاحب القرار في الرياض يبحث عن ورقة صهيونية لتعزيز سياسته العربية والوطنية، وكذلك كأن الملك عبدالله الثاني حفظه الله عراب التطبيع مع اسرائيل، هذه الاساءة الكاذبة، هدفها في رسالتها «السعودية تطبع والأردن منزعجة"
كل مراقب منصف يعرف جيدا موقف الملك عبدالله الثاني من السياسة الإسرائيلية، وهو موقف بدايته ونهايته تفيد بأن السلام الحقيقي هو ما يثبت حق المواطن الفلسطيني في أرضه وغير ذلك يكون هراء لا ينتفع منه الا أصحاب الدكاكين الدعائية. فعبدالله الثاني له في القضية الفلسطينية ميراث مقدس لا يقبل الدنس والدناءة ، ميراث عبدالله الاول والحسين رحمهما الله، فوريث المجد ليس مندوب تطبيع، يسعى ان تكون لاسرائيل وجود مرحب فيه بكل قطر عربي مثل ما تدعي تلك المزاعم، بل هو ملك قبل ان يكون سياسيا، الثابت عنده ثابت، تتغير الوجوه والحكومات والسياسات وهو على ثباته وتمسكه بالحق الفلسطيني ..
السعودية لم تكن بحاجة للعدو الصهيوني لإنجاح سياستها المقاومة للتمدد الايراني، فالرياض قدمت المبادرة العربية للسلام في بيروت 2002 والتي التزم بها كل العرب وعلى رأس بنودها حق العودة .. يعلم المراقب الفطن ان بعض التصريحات الصادرة من العدو الصهيوني تسعى لخلق حالة من الشكوك وضرب الإرادة العربية وبخاصة الشعبية لسحبها لواقع من الاحباط والتسليم وربما الرفض والانتحار ، مستفيدة من أصحاب الدكاكين الاعلامية العربية الذين لم يعرفوا من العروبة سوى القبض المادي من النفايات العفنة لنشر الروائح السامة منها .
الرياض وعمان يملكان من الحكمة ما يجعلان مكبات النفايات تسقط فوق رؤوس صانعيها ، قد شجع بعض الاصوات الناهقة التجاوز والسكوت في الدوائر الرسمية في البلدين ، ولو اننا نرى انه صمت غير مبرر أمام هذه المزاعم الخبيثة.
الرأي - الأربعاء 22 - 11 - 2017