الإرهابيون الأصوليون ينتقلون.. قلبي على مصر

تم نشره الإثنين 27 تشرين الثّاني / نوفمبر 2017 12:33 صباحاً
الإرهابيون الأصوليون ينتقلون.. قلبي على مصر
جهاد المنسي

قبل أسبوع تحدثنا في هذا المكان عن انتهاء وانكفاء ما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي السلفي المتطرف من أرض الشام، بعد أن استوطن الأرض الشامية والعراقية لأكثر من سبع سنين عجاف، قتل فيها البشر وخرب الحجر وقلع الشجر وجزّ الرؤوس وسبى الأعراض وبقر البطون، بيد أن صمود الناس وتعاضدهم رغم حجم الدعم الذي تلقاه أفراد التنظيم قادت الى النصر عليه والتخلص منه.
القضاء على التنظيم في الشام والعراق كان يحتاج لنية صادقة وفكر واضح يحمل بوصلة لا تحيد، وإيمانا مطلقا بعدالة الرسالة والهدف، وكان لا يمكن القضاء عليه عبر التلون بالمواقف و"التنطّط" من موقف إلى آخر، أو عبر اشخاص متلونين يتحدثون بالعلن ضد التنظيم، ويدعون محاربته، فيما يقومون سرا بتقديم كل أشكال الدعم اللوجستي والمالي والفكري له، وهذا الشكل من الدعم توضّح علنا عندما عجزت الولايات المتحدة عن تبرير موافقتها على نقل أفراد التنظيم الإرهابي داعش تحت حراستها من الرقة إلى مناطق تواجد الجيش السوري، ولهذا رأينا كيف أن التحالف الدولي بقيادة أميركا لم ينجح في مهمته، وكان النجاح حليف الجيش السوري وروسيا وإيران وكل الداعمين في المحور الآخر.
خلاصة القول مما سبق أن التنظيم يلفظ انفاسه الاخيرة في بلاد الشام والهلال الخصيب، وما تبقى منه عبارة عن ذئاب منفردة تخرج لتقتل ومن ثم تعود لجحورها، وهذه المجموعات سيتم القضاء عليها أيضا في أوقات لاحقة.
اليوم الخوف من انتقال هذا التنظيم الذي يحمل أجندة دولية وإقليمية وفكرا متطرفا تقسيميا، إلى إفريقيا، وتحديدا إلى الجزائر وليبيا ومصر، ولعل ما كنا نراه من اعتداءات لعصابات سلفية أصولية تكفيرية متشددة على الجيش المصري، وعلى الكنائس المصرية كان البداية لبروز مثل هذا النوع من المجرمين هناك، وكان مقدمة لظهور دواعش على الأرض الإفريقية بشكل دائم.
الجريمة التي ارتكبت الجمعة الماضية في أحد مساجد مدينة العريش المصرية، والتي نفذها فكر إجرامي حاقد بحق مصلين آمنين وذهب ضحيتها 320 شهيدا كانت مروعة ومؤلمة، وغير مقبولة لا إنسانيا ولا دينيا ولا أخلاقيا، وتؤكد من جديد أن العقل الذي يقدم على هكذا فعل قذر وجبان، ومن يروع آمنين في دور العبادة سواء في مسجد أو حسينية أو كنيسة أو دير، إنما يعبر عن أشخاص باعوا عقولهم وأنفسهم للشيطان الذي استوطن فيهم، وباتوا ينفذون ما يمليه عليه مشغلوهم الإقليميون والغربيون والصهاينة، وما يمليه عليهم أساتذتهم الأصوليون.
يبدو أن تلك الجماعات ومشغليها أرادوا إيصال رسالة للدولة المصرية، ويبدو أن بعض المواقف التي اتخذتها الدولة المصرية مؤخرا لم تكن على مزاج أولئك المشغلين، فأطلقوا كلابهم باتجاه مصر الحبيبة لترويع أهلها في محاولة لتقويض أمنها.
إن الجريمة التي حدثت في العريش تجعلنا نتخوف على مصر العرب، ونتمنى لشعبها وجيشها سلاما دائما، وهي جريمة تذكرنا بجرائم العشرية السوداء التي ارتكبتها الجماعات التكفيرية في الجزائر العام 1998، إذ اقترفت تلك الجماعات مجزرة في ولاية غليزان الرمكة وحد الشكالة وجدوية في 30 كانون الأول (ديسمبر) 1998 وقتل فيها 1280 مدنيا، بقروا فيها بطون الحوامل وقتلوا الأطفال وعلقوا الشيوخ على رؤوس السيوف، فهذا هو نهج الإرهابيين والتكفيريين دوما، وهذه هي طريقتهم التي تقوم على ترويع الآمنين وقتلهم. 
وأنا أطالع ما شهدناه مؤخرا أستذكر كلام قادة صهاينة وضعوا نصب أعينهم تدمير جيوش عربية، وكان من بين تلك الجيوش؛ العراقي والسوري والمصري، ولذا فإن الأميركان الذين حلوا الجيش العراقي في وقت سابق إنما أرادوا تدمير هذا الجيش، والشراذم وقوى الشر التي أحاطت بالدولة السورية، إنما أرادت إنهاك جيشها، واليوم ينتقل الفعل لمصر وجيشها، ولذا على الدولة المصرية أن تكون مفتوحة العيون لأولئك القتلة خوفا من ارتكاب أعمال إرهابية جديدة، تكون مقدمة لوجود أكثر ديمومة لا قدر الله.

الغد 2017-11-27



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات