الأردن .. و«الطابور الخامس»!
ليس غير معروف لا بل هو معروف جداًّ أنَّ هناك أصحاب «أجندات مشبوهة» هم الذين يقومون بإثارة هذه المخاوف وترويج كل هذا الكلام «المرعب» بين الأردنيين والحديث بين فترة وأخرى وفي فترات متلاحقة عن أن بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، سيتعرض لزلزال سياسي مدمر قريب ويقيناً إنه على أجهزتنا الأمنية التي نعتز بها ونتباهى علانية وسراًّ بكفائتها أن تلاحق هؤلاء وأن تلقي القبض عليهم وأن تحولهم إلى المحاكم المختصة ليتم تحويلهم إلى السجون.. وإلى أعواد المشانق ..ولم لا؟!.
كل الدول التي أحاطت بها ظروف كالظروف التي تحيط ببلدنا أعتبرت أنَّ المروجين للإشاعات، التي تشبه الإشاعات التي تروج الآن في بلدنا، «طابوراً خامساً» أي جواسيس لجهات أجنبية معادية وهذا كان حصل في معظم الدول الأوروبية خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وفي بعض فترات الإهتزازات الأمنية السابقة واللاحقة مما يملي علينا كشعب وكدولة وكأجهزة أمنية وكجيش هو هذا «الجيش العربي» الذي نعتز ونباهي به كطلعيٍّ بين جيوش العالم كله أن لا نسكت إطلاقاً على مروجي هذه الإشاعات لأنهم طابور خامس بالفعل ولأن ما يفعله طابور خامس أخطر كثيراً مما يفعله الأعداء أصحاب الجيوش الجرارة الكبيرة.
إنه علينا ألا نتعامل مع مروجي هذه الإشاعات المتلاحقة، التي لم تتوقف إطلاقاً، بطيبة قلوب الأردنيين المعهودة فهذه المنطقة كلها تتعرض لزلازل أمنية مدمرة وهناك تحديات خطيرة كثيرة وهكذا وإذا كان ممكناً تحمل ما تفعله الطوابير الخامسة في الظروف العادية فإنه في هذه الظروف غير ممكن تحمل ترويج إشاعة مدمرة واحدة قد تجعل ضعاف النفوس والقلوب يلجأون إلى تهريب ما لديهم من أرصدة مالية إلى الخارج وسواءً أكانت كثيرة أم قليلة .
إنه علينا أن نتعامل مع مروجي هذه الإشاعات المدمرة فعلاً على أنهم طابور خامس وعلى أن ما يقومون به أفعال تجسيسية وإن وراء «فبركاتهم» الكاذبة التي يضخونها يوميا في شوارع مدننا وقرانا وفي مدارسنا وجامعاتنا وربما أيضاً في ثكنات جيشنا العربي الباسل جهات معادية والمقصود بالجهات المعادية ليس «العدو الصهيوني» وحده وإنما بعض «الأشقاء الأعداء» وبعض الذين يواصلون الإعلان جهاراً ونهاراً بأن هذا البلد المستقر الهادىء «المملكة الأردنية الهاشمية» لن يبقى مستقراً وهادئاً وأن ما حلَّ بهم يجب أن يحل بالأردنيين الذين هناك من يحسدهم على كل هذا الإستقرار وكل هذا التسامح الذي هو العملة الرائجة بينهم .
وهكذا فإنه علينا ألاّ نتهاون مع مروجي هذه الإشاعات وأن لا نقلل من خطر إشاعاتهم وهذا يتطلب أن تكون هناك قوانين رادعة فعلاً بل وأحكام عرفية إذا إقتضت الأمورذلك لأن أخطر ما نخشاه أننا إذا تركنا الأمور في هذا المجال منفلتة من عقالها أن لا نجد ذات يوم صعب وعسير إنه ليس لدينا إلا الندم.. وفي وقت قد لا ينفع الندم فيه ... واللهم اشهد!!.
الراي 2017-11-28