الصين وأوروبا مجموعة (16+1 ) - امريكا
عقد في بودابست العاصمة الهنغارية اللقاء السادس لمجموعة 16+1 التي تضم 16 دولة اوروبية الى جانب الصين، ليعلن بعد ذلك عن توقيع 23 اتفاقية للتعاون والاستثمار شملت قطاع النقل الحديدي للمرة الاولى في القارة الاوروبية بحسب الفضائية الصينية الناطقة باللغة الانجليزية.
الصين وعلى الرغم من المعيقات التي تضعها واشنطن امامها الا انها تحقق نجاحات متتالية في مختلف الصعد لتبلغ عقر دار النفوذ الامريكي الاقتصادي والسياسي من خلال التوقيع على عقود واتفاقات بقيمة 240 مليار دولار مع الشركات الامريكية اثناء زيارة ترمب لبكين، في حين تنشغل الولايات المتحدة بالصراعات الداخلية التي يدور الكثير منها حول عائلة ترمب ممثلة بصهره كوشنر وابنته ايفانكا.
فالخارجية الامريكية اعلنت عن رفضها ايفاد مسؤولين من الصف الاول للمشاركة بمنتدى اقتصادي في الهند الحليف الامريكي والمنافس الطبيعي للصين؛ بسبب مشاركة ابنة الرئيس ترمب بالمنتدى الاقتصادي؛ فالخارجية بحسب شبكة الـ CNN لا تريد ان يكون هناك مسؤول أعلى رتبة من ممثلها في اشارة الى ابنة الرئيس لتصبح المعادلة= الهند + امريكا (ايفانكا - تيلرسون).
مجموعة 16 +1 الاوربية الصينية تثبت أن التناسق الوظيفي والرؤية الاستراتيجية الصينية واضحة وغير مشوشة على عكس منافستها الولايات المتحدة سواء على البر او في البحر؛ فما إن تندفع بقوة لتأكيد حضورها العالمي حتى تظهر الاشكالات والاختلالات الوظيفية؛ كان احد مظاهرها استنفار اسطولها من حاملات الطائرات بنشر 7 منها ثلاث توجهت نحو بحر اليابان وشبه الجزيرة الكورية؛ اذ سرعان ما تحول الاستعراض المهيب الى كارثة بسقوط طائرة امريكية عسكرية في المحيط الهادي واصطدام بارجة في عرض البحار.
حال امريكا في الجو والبحر لا يختلف عنه في البر السياسي؛ فالتقارب مع الهند هيمنت عليه صورة الصدام بين ايفانكا ووزير الخارجية الامريكي، وصفقة القرن البائسة في العالم العربي يهيمن عليها الصدام بين كوشنر مهندس الصفقة وكبير موظفي البيت الابيض جون كيلي لدرجة تسريب انباء عن دعوة ترمب لصهره وابنته إلى مغادرة البيت الابيض.
السياسة الامريكية متخبطة ومربكة للحلفاء والاصدقاء، وهي تقدم يوما بعد يوم مزيداً من الدلائل على خطورة التعلق بالرؤية الامريكية المشوشة والسياسة الخارجية المتخبطة والتي يحذر منها كبار قيادات البنتاغون والكونغرس والخارجية خصوصا في منطقتنا العربية؛ فالدلائل على كارثية هذ التعلق بالسياسة الامريكية واضحة في العديد من الملفات، وكثير من حلفاء واشنطن في المنطقة باتوا يعانون من حالة انعدام اليقين والاستنزاف السياسي والنزق والخوف الذي يؤهلهم مستقبلا لإجراء راديكالي تعقد حساباتهم وتزيدهم استنزافا.
مربع: موسكو- بكين- انقرة- وطهران، بات اكثر استقرارا ويقينية وجذبا؛ فالتعلق بالسياسة الامريكية يعني الغرق في تفاصيل المشهد المرتبك في الساحة السياسية الامريكية دون فائدة ترتجى سوى مزيد من الفوضى السياسية والفواتير السياسية المدفوعة مسبقا دون فائدة في الاقليم؛ فالمعادلات تشير الى (16+1) - امريكا افضل بكثير من المعادلة الامريكية المرتبكة داخليا وخارجيا.
السبيل 2017-11-28