كم عيداً فاتك؟

تم نشره الجمعة 01st كانون الأوّل / ديسمبر 2017 01:12 صباحاً
كم عيداً فاتك؟
حلمي الاسمر

-1-

كم هو ممتع نور الشمس، ومبهر أيضًا، وكم هي مفرحة تلك اللحظات حينما نغرق في الظلام؛ لعطل ما في الكهرباء .. ثم يعود النور فجأة! في تلك اللحظات التي يلفنا فيها العتم، نرى ما لا يمكن رؤيته في الضوء، نرى أحبة طغى على صورهم ضجيج الوضوح، ونستحضر أرواحًا غادرتنا منذ أزمنة سحيقة، ونرى أنفسنا عارية بلا مساحيق ولا أقنعة، نرى ببصيرتنا ما لا يدركه البصر، وحين يعود الضوء ننسى كل تجلياتنا الروحية ونعود للاشتباك مع القشور!. 

العمى الحقيقي هو عمى القلب والبصيرة، لا عمى النظر!

2- 

الهروب من الواقع لواقع أكثر سوءا، نوع من الانتحار، حينما تحاصرنا الغيوم السوداء، والمعازف التي تذكرنا بلحن الرجوع الأخير، في احتفالية أشبه ما تكون بمأتم، ننأى بأنفسنا إلى حلم مؤجل، قد يطول، ولكنه ملاذ مشتهى، لا تصنعه الأمنيات، بل التضحيات ورفض المظالم ومقاومتها، ورعاية بذرة التمرد، التي لا تمتثل للقهر والجبروت!.

-3-

كثيرا ما تشعر أن أيامك مجرد أحلام قيد الانتظار، وأمنيات محتبسة حراريًا في ذاكرة مسيجة بأسلاك شائكة، وكبت متفجر ينداح تعبيرات بلهاء على صفحات الفيسبوك والمدونات السرية، وتغريدات مكتومة على تويتر، وتنهيدات متقطعة لا تكاد تُسمع، وقهر يتناثر شظايا في أحداث عنف أسري أو مجتمعي، أو حتى مع الذات، منذ وقت ليس بالقليل، قررت أن لا أنتظر، فالانتظار نوع من الموت، والحياة مع وقف التنفيذ، مما قرأت عن الانتظار وألهمني كثيرًا:  ..انتظرتك كثيرًا كطفل يغالب النوم بانتظار ليلة العيد.. إلا أن النعاس قد أخذني مرغما إلى عالم الأحلام أفيق من نومي وأجد أنَّ المطر قد نزل وفاتني الحضور. .. وسيطر علي الحزن كمن فاته سماع صوت تكبيرات العيد ليحس أنَّ العيد كله قد فاته....!!»

-4-

ما بالنا يا جارتا، نبكي بلا دمع، ونحرق دمعنا، من قبل أن يهْمي على خد الزمنْ؟ يا جارتا، من قال أنا لا نُحب صبابة الأعياد، ولدنة الحياة، تسكعًا مستلقيًا فوق الرمال، تمردًا ضد المحنْ؟ من قال أنا لا نشف أمام معشوقاتنا، ونحب أنْ.. أنْ نحتسي حتى الثمالة كأسنا، ونوزع القبلات، والضحكات؟ لكننا يا جارتا، لم نستفق من سكرة الأحزان.. إلا كي نعود إلى الكفن! يا جارتا.. لا شيء ينقصنا لنكمل فرحنا.. إلا .. وطنْ! 

خارج النص

من أجمل ما قرأت:

المبدعون يستخدمون الأكاذيب، لقول الحقيقة، أما الساسة، فهم يستخدمون الحقائق، لقول الأكاذيب!.

الدستور 2017-12-01



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات