هناك الكثير مطلوب عمله لإلغاء شرعنة ترامب لاحتلال القدس صهيونياً
* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
بعد أن صدر قرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية وإصداره التعليمات لذوي الشأن في بلاده للمباشرة في اتخاذ الترتيبات اللازمة بنقل سفارة بلاده من تل أبيب المحتلة منذ العام 1948 إلى القدس المحتلة منذ عام 1967 ، أرى أن ما تم اتخاذه من إجراءات في مجابهة مثل هكذا قرار يمثل خطراً داهماً وجب وقفه وتراجع من قام بإصداره عنه بالقوة القانونية الدولية وبالضغط العربي والإسلامي ، لأنه في حال لم يتم ذلك ستكون هناك مصائب متلاحقة ستطال القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية خاصة المسجد الأفصى المبارك والسكان الفلسطينيين في فلسطين 1948 والضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 .. فهناك الكثير مطلوب عمله لمواجهة الترامبية المعادية لفلسطين والعرب والمسلمين .. الترامبية المعروف عن صاحبها المقامرة والمغامرة والتلذذ بمصائب كل من يتعرض للصهيونية وكيانها الغاصب في فلسطين والكره والحقد على كل ما يمت للعروبة والإسلام بصلة ..
فما صدر عن مجلس الأمن ووزراء الخارجية مع أنه خطوة لا بأس بها وفي الاتجاه الصحيح إلا أنه ليس بكافِ ولا يشفي الغليل ولا يغير من مواقف أمريكا وترامب بالنسبة للدعم اللامتناهي للدولة العبرية ونصرة الصهيونية العالمية التي تتمادى بممارساتها العدوانية ضد فلسطين عامة والقدس بمقدساتها والمسجد الأقصى خاصة ..
في سبيل فرض أجندتها التي لطالما كشرت فيها عن أنيابها بالتصريح والتلميح وبالعمل المتواصل في الاستيلاء على الأراضي لإقامة مغتصبات عليها خاصة في الضفة الغربية والقدس والذي يطال الشجر والحجر والإنسان بها جميعاً.. صحيح أنه صدر بيان عن وزراء الخارجية العرب رفضوا ما أقدم عليه ترامب وطالبوا امريكا بالالتزام بالقرارات الدولية وكذلك أصدر مجلس الأمن بياناً اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للدولة الصهيونية بأن فيه مخالفة صريحة وواضحة للقرارت الصادرة عن الأمم المتحدة بأجهزتها المختلفة ؛ مجلس الأمن والجمعية العامة والتي أبرزها:
* أولاً : قرارات مجلس الأمن: 242، 252 ، 253 ، 271 ، 465 ، 476، 478 ، 672 ، 1073 ، 1322 ، 1397 و 2334 .
* ثانياً قرارات الجمعية العامة: 181 ، 303 ، 2253 ، 55/130 ، 10/14 ، 104/ 60 .
وهناك مواقف صلبة وغاضبة على مواقف أمريكا من القدس في الأردن وفلسطين رسمياً وشعبياً ، أتمنى عملياً حشد الشارع العربي والإسلامي في مختلف البلدان العربية والإسلامية لخروج الملايين فيها تنديداً وتعبيراً عن الغضب بالقرار الأمريكي وترامب حول القدس ليعطي ذلكرهبة لكل من يقف ضد تطلعات وآمل الشعوب العربية والإسلامية نصرة للقدس والأقصى وفلسطين وشعبها ودعوة البرلمانات العربية والعالمية للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لكي تلتزم بتعهداتها المتعلقة بمدينة القدس وفق القرارات الدولية و دعوة الدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة إلى إلزام الدولة العبرية باحترام هذه الاتفاقية، وتطبيقها على الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ومطالبة الجمعية العامة للأمم المتحدة باتخاذ قرار بعدم الاعتراف بالقرار الأميركي الصادر، والطلب من محكمة العدل الدولية تقديم رأي استشاري بشأن مدى قانونية اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارتها إلى القدس ، إلى جانب رفع قضايا أمام محكمة لاهاي ومقاضاة ترامب أمام محكمة الجنائية الدولية وحتى المحاكم الفدرالية في أمريكا وشرح المخاطر المترتبة على تصرف ترامب لكل مؤسسات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان في العالملمخالفته ميثاق الأمم المتحدة الذي يمنع احتلال وضم أراضي الغير بالقوة واعتبارها جريمة دولية من ضمن جرائم الحرب التي يجرم عليها مرتكبها.