عن قرار ترامب باعلان القدس عاصمة لاسرائيل
لقد جاء قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة ابدية لدولة الكيان الصهيوني في ظل مناخات استثنائية خطيرة في الإقليم تتمثل في حالات التجزئة ، والتمزق ، والحروب الاهلية ، بين الأشقاء العرب ، والصراعات المذهبية والدينية والطائفية والعرقية والناجمة عن اكثر من عامل اولها ، غياب النظام الرسمي العربي الذي كان من اخطر تداعياته احياء حلم إسرائيل الكبرى و التمدد على حساب الجوار العربي ، والذي افضى الى ايقاظ الأحلام الامبراطورية لدى دول محورية في الإقليم ،وافضى الثاني الى اطلاق المشاريع الدولية المتمثلة بالشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد ، والفوضى الخلاقة ، وشن هجمة شرسة على الدين الإسلامي ترجمة لنظرية صراع الحضارات باعتبار ان الاسلام ذو الحدود الدموية هو الشيطان والعدو الجديد بعد ان تفكك الاتحاد السوفييتي وانسحب من الصراع مع الولايات المتحدة ،وفي هذا الاطار دعمت الولايات المتحدة الامريكية التنظيمات الارهابية المغلفة بالدين الإسلامي و بغرض تشويه صورة الإسلام السمحة.
لم يكن القرار بالاعتراف مفاجئا لنا ،فالحديث حوله كان قديم ، غير ان المفاجئة جاءت في توقيت الإعلان باعتبار ان القدس هي محور وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي وان البت فيها في هذه المرحلة وقبل البدء بالمفاوضات الحل النهائي يعتبر عقبة امام اي تقدم في عملية السلام ، ويؤكد حقيقة ان الولايات المتحدة غير جادة في رعايتها لعملية السلام ، وان اسرائيل غير معنية بالتوصل للسلام . وحيث اننا قلنا ان القرار الذي يبدو فيه واضحا نفس الاستقواء والاستكبار الأمريكي ما هو الا جزء من المؤامرة التي تستهدف الأمة ، فان المرحلة تتطلب من كافة الدول العربية والاسلامية مراجعة كاملة وسريعة لكل مواقفها على كافة الأصعدة كي تعد العدة لردع كل المؤامرات بحيث يتحمل كل قطر مسؤولياته واعباءها كاقطار ومنظومة ، خاصة أشقائنا الفلسطينيين الذين يترتب عليهم الجزء الاكبر من اعباء الصراع باعتبارهم اصحاب الارض الحقيقيين ، واصحاب الحق ، وان يعملوا بكل جد وجهد على وضع نهاية لحالة الضعف واليأس التي تسود مجتمعهم وفصائلهم ، والناجمة عن حالات التجزئة ، وتعدد القيادات ، والولاءات ، والارادات ، وما ينجم عن ذلك من فوضى ، وتناقض ، وتنافر يستغلها وينفذ من خلالها العدو الصهيوني الذي يمتلك قيادة واحدة ، وارادة واحدة ، وذلك حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من تفجير انتفاضة جديدة تضع حدا للحلم الصهيوني الكبير ، وتضع نهاية للمخططات الأمريكية في فلسطين وفي اقليمنا العربي. اما فيما يتعلق في الأردن ارض الحشد والرباط الذي يعتز بكونه الوارث الحقيقي للمشروع النهضوي القومي ورسالة الثورة العربية الكبرى ، والذي تتمتع قيادته بالشرعية الدينية والقومية فالمطلوب منا هو اكثر من غيرنا ، وهذا يترتب عليه ان ندعم مواقف جلالة الملك وجهوده الصادقة الرامية الى افشال المخطط الامريكي الصهيوني وهذا يرتب على الحكومة ان تكون ناقلا صادقا لمواقف الملك وان تبداء باكورة اعمالها بسحب اعضاء السفارة من تل ابيب ، وان توقف عملية التطبيع ، وتلغي اتفاقية الغاز ، وان تعتبر ان اي مخالفة لاي مادة في معاهدة السلام هي مخالفة للكل يترتب عليها اعادة النظر في كل الاتفاقية. والعمل على اعادة ترتيب البيت البيت الداخلي وكذلك الاستدارة في سياستنا الخارجية التي يجب ان تصاغ بهدف تحقيق المصالح الوطنية الاردنية. وحيث اننا قلنا ان القرار الذي اقدم عليه السيد ترامب ما هو الا جزء من المؤامرة التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية فانه من الحكمة ان تصحوا الأمتين العربية والإسلامية من غفوتها وغيبوبتها وتبدأ بعملية مراجعة شاملة للعلاقات العربية العربية والعلاقات العربية الاسلامية تضع فيها نهاية لخلافاتنا العربية العربية ، والخلافات الدينية والمذهبية التي زرعتها الدول المعادية ونفتح صفحة جديدة تسودها المحبة والتعاون والعمل المشترك في سبيل قضايا الامة وفي مقدمتها قضية فلسطين .
امجد هزاع المجالي