لكل زمان دولة ورجال !
المدينة نيوز - خاص – داليدا العطي - : بكل ما عرف عنه من هدوء جلس رئيس مجلس النواب السابق عبد الهادي المجالي إلى جانب صديقه الحميم مفلح الرحيمي وفي وضع ترقب لما ستؤول إليه الأمور ، ولمزيد من التعرف على النواب من بعيد ، أولئك الذين ستـُقرأ أسماؤهم ( بعد قليل – حينها ) لأداء القسم بعد ان أدى الأعيان قسمهم الدستوري .
لم يلاحظ على المجالي احتكاكه بأي كان اللهم إلا الذين كانوا يقدمون للسلام عليه : كان سارحا بأفكاره بعيدا ولعله كان يرتب موقف أعضاء حزبه من انتخابات النائبين والمساعدين قبل أن يبدأ التصويت ، أو لعله كان يتذكر أو يتفكر او يدبر أمرا ما ..
المجالي الذي له بصمات سياسية وتشريعية عبر عقود من خدمته العامة كان شبه وحيد مع أنه مفعم بالحركة رغم تقدمه بالسن ، ولكن الخطاب الملكي تحدث عن حقبة كان فيها المجالي رئيسا ، فماذا قال الملك : "
" كنت وجهت الحكومة إلى أن تعيد تقييم آليات تعاملها مع مجلس النواب لتصحيح علاقة السلطتين، بحيث تقوم على التعاون والتكامل، وبحيث تمارس كل منهما صلاحياتها، من دون تغول سلطة على أخرى، أو اللجوء إلى تفاهمات مصلحية، تجعل من تحقيق المكتسبات الشخصية شرطا لاستقرار هذه العلاقة "
" .. ولضمان تلافي أخطاء الماضي، لا بد من التوافق بين السلطتين على آلية عمل ملزمة، توضح الأسس التي تحكم تعامل الحكومة مع أعضاء مجلس النواب، وفـق الدستـور والقانون، بحيث يطمئـن شعبنا العزيز إلى أن العلاقة بين السلطتين علاقة شراكة مبنية على المعايير التي تحقق المصلحة العامة " .
هي انتقادات مباشرة إذن لأداء مجالس نواب كان يقودها رجل واحد ، لا زال يلعب من خارج القبة ، ويتحكم بـ " قليل " من المفاتيح التي بدأت تقل عدديا ، اعتبارا من تاريخ حل البرلمان الخامس عشر ، وليس بدءا بنكران نواب لعضويتهم في حزب التيار الوطني ممن جن جنونهم عندما نشرت المدينة نيوز أسماءهم ضمن قائمته الإسمية فأرسلوا إلينا بتصويبات نحتفظ بها .
ليس سهلا على أبي سهل أن يمر بما مر به الأحد ، فالحديث الملكي كان مباشرا ، منوها بالأخطاء ، وهو أمر لا بد أنه أثلج صدور الشامتين والمحسوبين على الضد من الرجل الذي اختير مرة أخرى عينا من أعيان البلد ،في رسالتين اثنتين لا ثالث لهما : الاولى أن المجالي كفى ووفى ، ويجب أن يصب خبرته البرلمانية والرسمية الآن في الأعيان ، والثانية : أن البلد لا تأكل أبناءها المخلصين ، ، وما من شك بأن عبد الهادي المجالي احد المخلصين لبلده وقيادته وشعبه ، ولكن الأخطاء لا ترحم .. ولكل زمان دولة ورجال .
عبد الهادي المجالي
مفلح الرحيمي