موقف واشنطن من الغضب على ترامب
تتوالى ردود الفعل الغاضبة على القرار الامريكي بشأن القدس وقد اخذت اشكالا عديدة من التعبيرات الرافضة والمنددة وطالت الاحتجاجات كافة المستويات في العالم وتعدت الدول العربية والاسلامية ووصلت الى امريكا اللاتينية ودول اسيا وافريقيا اضافة لدول اوروبية وامريكا نفسها، وامس كان موعد الشعب الفلسطيني مع جمعة غضب ثانية في وجه الاحتلال الذي استخدم درجات عالية من ادوات اقمع والقتل حيث استشهد اربعة شبان اضافة لمئات الاصابات لتضاف الى الذين اصيبوا خلال الايام الماضية.
تداعت مؤسسات عديدة لاتخاذ مواقف ضد القرار الامريكي واتت كلها رافضة بدءا من اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ وقمة الدول الاسلامية الذي عقد في اسطنبول فضلا عن موقف الاتحاد الاوروبي الذي اتى رافضا قرار ترامب وكذلك الاقتداء به، وهناك اصوات داخل الكونغرس الامريكي رافضة ايضا وترى بالخطوة تهورا حد الجنون والعواقب الخطيرة، وكذلك الحال من مؤسسات صهيونية مختلفة ابرزها اعتبار ترامب قد وضع برميل بارود على ابواب كيان الاغتصاب.
وحده الرئيس الامريكي الى جانب طاقم ادارته هم الصامتون حتى الان ويتابعون ردود الفعل فقط دون تعليق، ويبدو جليا من ذلك انهم يرون في كل ما صدر غير موجب لأي موقف إن للتراجع او السير قدما نحو خطوة ثانية، وعليه فإنه لا بد من تقييم مجمل ادوات المواجهة القائمة والانتقال بها الى ما يمكن ان يكون جديدا ومؤثرا اكثر طالما الحالي لا يحرك ساكنا نحو التراجع.
موقف حكومة العدو يعبر عنه نتنياهو بأقصى درجات الكذب والخداع والتمويه، معتبرا ان الاعتراف بالقدس عاصمة لليهود ينهي الصراع ويؤمن السلام، واكثر وقاحة من ذلك فإنه يدعو دول العالم إلى الالتحاق بالخطوة الامريكية متهماً منّ لا يفعل بالنفاق وازدواجية المعايير، وهو كمجرم قاتل لا يتوانى عن التحريض ضد المقاومة بالقليل الذي لديها واصفا اياها بالارهاب متناسيا ادوات الدمار من شتى الانواع التي يستخدمها في القتل اليومي.
دولة الكيان الاسرائيلي المقامة على الارض الفلسطينية المحتلة الوحيدة في العالم التي تعتقل الاطفال وتحكمهم بالمؤبد وفي سجونها الآلاف من النساء والشيوخ، ويشاهد العالم قتلتها وهم يستخدمون اسلحتهم بدم بارد لتفريق متظاهرين عزل دون اعتبار لوقوع قتلى وجرحى، وهو الكيان الوحيد ايضا المقام في محيط لا يمت له بصلة من اي نوع ، ومع ذلك لا يصدق ترامب انه كيان مرفوض ولا احد هنا يريد التعامل معه او قبوله سوى حفنة من الخونة والمنتفعين المرتزقة.
السبيل 2017-12-17