لقاء جس نبض أم تفاهمات سرية ؟

المدينة نيوز -  خاص – محررة الشؤون البرلمانية : لم يحمل رئيس النواب خلال زيارته الرفاعي في مكتبه في المجلس عقب جلسة النواب الأربعاء أي جديد غير معلن إن تعلق الامر بمواقف الفايز من التعاون المفترض الذي أكد عليه في كلمته عقب فوزه في الجلسة الاولى يوم الأحد ، وأيضا : لم يقل الرفاعي شيئا غير ما قاله عن استعداد الحكومة للتعاون مع السلطة التشريعية وتنفيذ خطاب العرش بتفاصيله ، فما الذي حمل الفايز على زيارة رئيس الحكومة الذي كدس في لجان المجلس وأمانته 48 قانونا مؤقتا تعتبر – بتفاصيلها – مفاجئة لا مفاجأة ، مما حدا بنائب رئيس وزراء سابق مثل د . عبد الله النسور أن يهاجمها ويهاجم من أقرها ؟؟ .
زيارة رئيس المجلس ، لمن لا يعلم ، كانت بمبادرة من الفايز نفسه ، وبدون سابق تخطيط ، وهي غير اللقاءات التي تجري في العادة ، والمعلومات تقول : إن اللقاء لم يخرج عن طور المجاملة والحديث في العموميات ، غير أن وراء الأكمة ما وراءها :
فالفايز ، المعروف ببغضه العمل في العتمة ، رجل لا يحب المواجهة إلا إن اضطر إليها ، من دون ضعف ولا وهن وإنما لحكمة ، وتطبيقا لوصايا والده المرحوم عاكف الفايز الذي كان يجلس على نفس الكرسي الذي يجلس عليه ابنه الآن .
فما الغرض من الزيارة إذن ؟ .
تقول معلومات : إن من أهم أسباب الزيارة هو تأكيد سبق وأن تأكد في مناسبات جانبية غير خطاب الفايز بعد الفوز ، وهو : أنه ما من سلطة أو دائرة نفوذ بإمكانها أن تهيمن على مجلس نواب يرئسه فيصل الفايز ، وفي هذا الصدد ، يقول مراقب حصيف : إن الفايز لم ينس بالمطلق ما جرى لحكومته من تآمر عليها من قوى داخلية وخارجية ( من داخل الحكومة وخارجها ) ، ويستشهد بان وزيرا سابقا في حكومته هو الذي حمل لواء الإطاحة به بالتعاون مع آخرين ، وإن هذا الأمر جعله في حذر دائم دون أن يفقد ثقته بالأصدقاء وهم كثر بالمناسبة ، إلا أن شعاره الآن : " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " ، ولاجل ذلك ، فإن الإجتماع الذي جمعه بالرفاعي غايته تأكيد مسألة في غاية الحساسية بالنسبة له ويعلمها رئيس الحكومة ويحترمها : وهي أن الفصل بين السلطات قضية لا مزاح فيها ، وإن أي تعد من السلطة التنفيذية على خطوط السلطة النيابية " التشريعية " سيودي بالعلاقة وإلى الأبد – ربما - ، ومن أجل ذلك – يقول المراقب المذكور : سيسعى كل من الطرفين أن لا يتدخل في سلطة الآخر ، على أن يمارس كل منهما سلطته على الوجه الأكمل ..
هي زيارة فصل حدود إذن ، أكد عليها رئيس الحكومة في رده على كتاب التكليف وفي التهنئة ، وأكد عليها الفايز حتى خلال جولاته في المحافظات لكسب تأييد النواب قبل الإنتخابات التي فاز فيها بالتزكية .
ويعتقد كثيرون : بأن رئيس الحكومة أذكى من ان تفوته تأكيدات الفايز ومراميها ، وبحسب مراقبين : فإن الطرفين – حكومة ونوابا – في طور التجربة وجس النبض هذا الاوان ، وسيحرص كلا الطرفين على ترجمة خطاب العرش الذي هو بيان الحكومة للثقة ، وتؤكد معلومات المدينة ومن مصادر موثوقة جدا : بأن الذي سيعتدي على سلطة الآخر سيخسر الرهان ، ولربما يرمي به الغضب الملكي خارج اللعبة .

سمير الرفاعي

فيصل الفايز