عهد التميمي .. نعم، الكف يواجه المخرز
أما وقد تأخرت بالكتابة عنك يا ابنتي يا عهد، فاعذريني كما تلتمس لي ابنتي عذراً حين اتأخر في اصطحابها من المدرسة.
اعذري تأخري، بل تأخرنا جميعا، وتقاعسنا، وضعفنا، اعذري فينا تفرقنا أمة عربية لم تعد واحدة.
هل ابوح لك عن وجعي يا ابنتي حين أقول انك كشفت عوراتنا واقدمت على عمل لم يقم به رجل أو مدعي للرجولة.
هل أخرج عن النص أكثر لأقول إن يدك الطاهرة المباركة التي صفعت الصهيوني الجبان هي أكثر طهرا من شعارات نرددها ولا نعمل بها.
يا عهد يا تميمي. .لا تنتظري منا غير الكلام والشعارات الزائفة فنحن أمة مشلولة لا حراك فيها. .لا تحزني فمثلك يجدد فينا الحياة، حين يتعلق الأمر بفلسطين الحبيبة.
حين تبزغ شمس جديدة على أمة أدركت أن تفرقها يعني هوانها، ويعني تجرؤ ترامب وأمثاله علينا.
منذ اليوم انت النشمية ،انت اخت الرجال الذين غابوا عن حصة الكرامة، وحضرت انت بكامل بهائك وعنفوانك.
لا تحزني يا ابنتي وهم يضعون القيود في يديك الطاهرتين ويقودونك إلى السجن، السجن الذي جبنا أن ندخله فتصديت انت له، بقوة وإيمان وعزيمة.
عليهم أن يعرفوا أن لغة الدبلوماسية تنفع هناك في معاهدات الخنوع والاستسلام.
علميهم أن يعرفوا أن الجيل الفلسطيني والعربي القادم لا يفهم إلا لغة الكف ما غيره، حتى وإن كان ما يقابله مخرزا.
ليس صحيحا أن الكف لا يقابل مخرزا. مئة كف قابلة أن تنهي مخرزا، ولكن أين هي الاكف التسعة والتسعون.
أراهن انه ما دام فينا عهد، هنالك جيل فلسطيني وعربي قادم لديهم مئات الآلاف من الاكف الطاهرة النقية.
جيل الثورة جيل قادم، ابشركم به وهو قادم لا محالة، هو الجيل الذي سيستر عوراتنا وضعفنا ويقول للعالم اجمع: فلسطين عربية من المية للمية.
الدستور 2017-12-29