خبز وفساد وساندويش فلافل
انشغل الأردنيون أمس بثلاث قصص؛ أسعار الخبز الجديدة، والإعلان عن القبض على خلية إرهابية تستهدف الأمن الوطني، وقصص فساد وتهرب ضريبي لمسؤولين.
لا ندري إلى أين ستصل القصة الثالثة وغالبا ستمر مرور الكرام، والقصة الثانية ستنتهي في أمن الدولة، أما القصة الأولى فسنكتوي بآثارها وسيشعر بها الصغير قبل الكبير.
ذلك الطفل الذي يبلغ مصروفه ربع دينار لن يستطيع بعد اليوم التحايل على ظروف البلد البئيسة، فيشتري رغيف خبز وخمس حبات فلافل ليصنع بها «ساندويتش فلافل» إضافة لعلبة عصير صغيرة، وهو غير القادر على شرائها من المطعم بثلاثين قرشا ضمن الأسعار الحالية التي ستصبح من حكايا كان يا مكان في قديم الزمان.
آخر الشهر لن يستطيع الطفل ذلك، فرغيف الخبز أصبح عزيزا وسعره ليس في متناول يده، أما والده فسيعمد إلى تخفيض مصروفه لتعويض ارتفاع سعر الخبز، ولا عزاء لأحد في هذا البلد.
أعتقد أن القصة الأولى والثالثة، إن صحت، يجب أن تثير اهتمام الرأي العام، ذلك أن ما نعانيه اليوم من ضائقة مالية ومديونية خانقة لم تكن أسبابها اقتصادية فقط تتعلق بالظروف الإقليمية والتغيرات التي رافقت ارتفاع أسعار النفط عالميا، بل كانت هناك أسباب داخلية أهمها الفساد والتهرب الضريبي.
الحكومات المتعاقبة كانت تستسهل الحلول على حساب جيوب المواطنين، لكنها كانت تخشى الاقتراب من الحيتان وأعشاش الدبابير، ولذلك بات الشعب الأردني يدفع فاتورة الأزمات الإقليمية وفاتورة الفساد، وعليه أن يبقى صامتا للمحافظة على أمنه الوطني وللبحث عن ساندويتش فلافل.
السبيل 2018-01-09