ترامب العنصري
أعتقد أن الكثير من الناس في مختلف بلدان العالم لا يشكّون أبدا في أن رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب عنصري، وينظر للشعوب الاخرى نظرة عنصرية وخصوصا في افريقيا واسيا واميركا اللاتينية.
اقوال ترامب الاخيرة التي وصف فيها الدول الافريقية والاميركية اللاتينية بـ"أوكار قذرة" ليست الدلالات الأولى على عنصرية رئيس الولايات المتحدة.. فهناك مئات من التصريحات والأقوال والأفعال التي تثبت عنصرية هذا الرئيس، خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه.
ولكن الوصف العنصري الأخير لترامب، جاء في الوقت الذي يشكك الكثيرون في العالم بقواه العقلية وقدراته على قيادة الولايات المتحدة الأميركية، وخصوصا بعد كتاب مايكل وولف "نار وغضب" الذي لم يتوانَ عن التشكيك بقدرات الرئيس ترامب العقلية، مبينا أن الكثيرين من أسرته يشككون ايضا بقواه العقلية.
ومع ذلك، فالتشكيك بالقوى العقلية لترامب ليس عذرا لعنصريته، وليس منقذا له.. فهذا الرئيس الذي يثير الجدل في الولايات المتحدة وفي العالم، يثبت يوما بعد يوم أنه لايحترم الانسان ولاحقوق الانسان في العالم، وأنه تحت ذريعة حماية مصالح الولايات المتحدة الاميركية مستعد لـ"الدعس" على حقوق شعوب ومواطنين ودول.
وهذا أمر طبيعي، لرئيس يعتقد بـأن الأعراق الأخرى غير البيضاء " أوكار قذرة" لا يجب أن تدخل الولايات المتحدة.. ولكن، من اجل مصالح الولايات المتحدة، ومصالحه هو شخصيا وعائلته، فإنه سيتدخل في دول العالم، ليفرض رؤيته ومصالحه.
ولذلك، فان هذه التصريحات العنصرية وغيرها للرئيس ترامب توضح بشكل لايقبل الجدل سياسته وكيفية تعامله في داخل وخارج الولايات المتحدة. فهذا الرئيس لم ولن يحترم حقوق الاقليات في أميركا، ولن يحترم سوى العرق الابيض.. في حين سيعادي كل الاعراق الاخرى في العالم أو سيفرض عليها تحقيق مصالحه للتسامح معها، أو لقبول بقاء حكامها وأنظمتها.
إن عهد ترامب، كما يبدو هو عهد العنصرية البغيضة التي حاربها العالم ورفضها، وما يزال يرفضها ويرفض تجلياتها.. ولكن بمجيء ترامب على سدة الحكم في الولايات المتحدة، فإن التيارات العنصرية في العالم ستزداد قوة وعدوانية وظلما.
وهذا ما نشاهده على ارض الواقع في فلسطين، فالاحتلال الإسرائيلي ازداد عنجهية وعدوانية وخطورة.. وفي كل يوم يحاول بدعم من ترامب وسياسته العنصرية تحقيق اهدافه بتصفية القضية الفلسطينية.. وكان قرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي أحد تجليات السياسة العنصرية البغيضة لترامب والتي شجعت المحتل على المزيد من الخطوات والمؤامرات لتصفية قضية الشعب الفلسطيني.
الغد 2018-01-13