لماذا الاستهجان؟!
بثت وكالة الأنباء الرسمية «بترا» أمس خبرا تحت عنوان: «»الأمن العام يستهجن تعاطف البعض مع حادثة السطو على فرع بنك».
لست أدري لماذا الاستهجان؟! هل لا يعلم جهاز الأمن العام ولا أجهزة الدولة الاستشعارية لماذا تعاطف مواطنون مع منفذ عملية السطو؟!
يقول المثل «اللي بدق الباب بسمع الجواب»، وأمس كتبت أن المواطن الأردني وصل مرحلة الإحباط واليأس من حل مشاكل البلد الاقتصادية، وأنه لا يرى أملا أو ضوءا في آخر النفق، وتساءلت «هل تعلمون ماذا يعني أن يفقد الأردنيون الأمل في تحسن أوضاع البلد الاقتصادية؟!!
لست أبدي أي تعاطف مع جريمة كجريمة سطو، ولست أبدي تعاطفا مع سارق، فالجريمة جريمة والسارق سارق، وإبداء المجتمع تعاطفا هنا أمر خطير إذ يمكن أن يؤدي إلى استسهال ارتكاب مثل تلك الجرائم.
لكن دعونا نستخلص العبر من تعاطف البعض مع تلك الجريمة، ودعونا لا ندفن رؤوسنا في التراب.
التعاطف كان في جزء منه حنقا على الحكومة.
التعاطف في جزء منه شماتة في حكومة أدت قراراتها إلى جرائم سطو كما يعتقدون، وستؤدي إلى غياب الأمن والأمان كما يعتقدون.
التعاطف جزء منه عنوانه «خليها بتستاهل، بدل ما تروح تسد العجز من الأغنياء والبنوك ورؤوس الأموال، بدل ما تخفف مصاريفها، بدل ما تروح على المتهربين من الضرائب، اجت علينا احنا المسخمين».
التعاطف جزء منه حنق على غياب العدالة الاجتماعية وعلى الطبقية، حنق على الفساد وعلى رؤوس الأموال، فكيف والبلد يمر في ضائقة اقتصادية خانقة أدت إلى رفع أسعار الخبز، يأتي أحدهم ليشتري نمرة سيارة بما يقارب النصف مليون دينار!!
ما جرى من إبداء البعض تعاطفا مع جريمة سطو مسلح أمر خطير، ومعناه أن البعض، ولا أدري كم حجمه، سيكون سعيدا إذا حل بالبلد أي مصيبة. ولا يكفي أن يهدد الأمن العام المتعاطفين مع منفذ جريمة السطو، بل على الدولة بكافة أجهزتها أن تدرس الأسباب التي أدت بالبعض إلى إبداء ذلك التعاطف.
السبيل 2018-01-25