شهيد ابن شهيد
من الطبيعي أن تنال قوّة اسرائيلية مؤلفة من العشرات المدعومين بالمئات وهم يحملون أحدث أنواع الأسلحة، وفوقهم طائرات وحولهم دبابات، من شخص وحيد في آخر الأمر، فهذه ليست بطولة، أمّا البطولة الحقيقية فهي أن يُقاوم هذا الشاب بسلاحه الرشاش وعدة قنابل حتى لفظه أنفاسه الأخيرة مرتقياً شهيداً في سبيل فلسطين.
أحمد جرار يملك شرف قتل الحاخام اليهودي المتطرف رزيئيل شيبح في عملية بطولية تحدّى فيها الاحتلال، وحملت أكثر من رمز، فقد كانت ضدّ مؤسس مستوطنة يدعو علناً إلى قتل الفلسطينيين، وجاءت بعد قليل من اعلان الرئيس الاميركي نقل سفارة بلاده إلى القدس.
الرمزية الوطنية في استشهاد أحمد هي في كونه ابن شهيد، وهكذا فالمقاومة الفلسطينية تنتقل من جيل إلى جيل بدءاً من أعز الشهداء عز الدين القسام، وستتواصل ما دام الاحتلال موجوداً، سواء أكان الأمر بالبندقية أم بالسكين أم بالحجر أم حتى بالركل والصفع كما فعلت الأسيرة الشابة عهد التميمي.
العناوين كانت تتحدث أمس عن الشاب الذي دوّخ دولة عدة أسابيع، ونعي الشهيد كان من كلّ الفصائل الفلسطينية، وإن كان الحزن ملأ الشوارع بفقدان مقاوم فلسطيني بطل، فالفرح ملأ القلوب أيضاً بأنّ فلسطين ستظلّ تُقدّم المقاومين والشهداء حتى التحرير بإذن الله.
السبيل 2018-02-07