مقابلة الملقي ... ليست سيئة
رغم كل محاولات وزير الاعلام محمد المومني باظهار مقابلة رئيس الوزراء بشكل مثالي، الا انها لم تكن كذلك، ربما بسبب قدرات الملقي الاعلامية من جهة، وما يملك من حجج فقيرة من جهة اخرى.
لكنها لم تكن بسوء المقابلة القديمة الاولى، كان الرئيس على طبيعته، منفعلا، حادا، هاجم بشراسة كل من يخالف رؤيته في الاقتصاد، واطلق عليهم وصف متكرر «بالشعبويين»، وتلك مؤشرات اقصاء.
ليس سيئا ان يحمّل الرئيس الحكومات السابقة المسؤولية الكاملة عن تردي الاوضاع، تلك جراءة، فقد اعتدنا من الرسميين الحديث فقط عن اللجوء السوري والاقليم، وقبل ذلك يحمّلونها للازمة المالية العالمية، فمن المعقول والمقبول تحميل الادارة مسؤولية احوالنا الاقتصادية.
لم يذكر الملقي إنجازات فارقة، باستثناء انه منع افلاس الدولة، وتلك عبارة ملتبسة لم اقنع بها، وعد انه في منتصف 2019 ستنتهي الازمة، وستنمو الطبقة الوسطى من جديد، لكنه لم يذكر لنا كيف، بدا عاجزا هنا بوضوح سافر.
هاجم الرئيس النمط الاستهلاكي للمواطن، وانا اعتقد انه يحاول من خلال هجومه تحميل المواطن مسؤولية عدم قدرة الدخول على ملاحقة الاستهلاك، تهربا من مسؤولية الحكومة.
ولعلي اتفق مع الملقي باننا نستهلك فوق قدراتنا، لكن بالمقابل، هناك دور للدولة والحكومات في تأبيد نمطنا الاستهلاكي، كما ان الرئيس لم يقدم تصورا في المقابلة عن مواجهة ذلك، باستثناء اشارته العابرة لسيارات الهايبرد التي اعلن انه رفع رسومها لمنع تدفقها للشارع.
في المحصلة، اثبتت المقابلة انه لا يوجد في جعبة الملقي ما يقنع الاردنيين، لم يملك حلولا تبتعد عن جيوبهم، دعاهم للتحمل اكثر، وعيّرهم بالامن والامان وانه سبب المصاريف وجزء من الازمة الاقتصادية.
«أمن وأمان او إفلاس»، معادلة لا تليق ان يتحدث بها الرئيس، «أنتم مستهلكون نهمون وعليكم ان تدفعوا» لغة لا تليق بالحكومة، ومع ذلك لم يكن سيئا الرئيس لانه لم يتقن التلفيق وظهرت عيوبه جلية واضحة.
السبيل 2018-02-15