ملاحظات على الانتخابات النقابية
تجري في العديد من النقابات المهنية خلال هذه المرحلة انتخابات لاختيار قياداتها (مجالس النقابات) الجديدة. والملاحظ، أن الحراك الانتخابي في كل انتخابات يتجدد، لكن في كل مرة يصير أقوى وأشد، ما يدل على أن القوى والتجمعات النقابية من حيث الفعالية والتأثير تتحرك باستمرار ولا تتوقف، مايؤشر على حيوية هذه القوى والتجمعات.
وهذا يعني، أن القوى والتجمعات التي كان يُظَنّ، أنها أصبحت في "خبر كان" لخسارتها المتكررة، لا تموت وإنما تبقى وتظل في الساحة النقابية، وتعود في بعض الأحيان أقوى مماكانت عليه في السابق.
وهذا أمر حيوي وإيجابي، ما يعطي زخما وفعالية لاي انتخابات نقابية، بحيث لا تركن القوى المسيطرة على قيادة النقابة لقواها، وتعتقد أن بامكانها الفوز دائما.. فهذه القوى لا تستطيع الفوز دائما، فهناك قوى قد تكون ضعيفة في مرحلة، وسيشتد عودها بحسب الظروف والمعطيات الجديدة في مرحلة أخرى.
إن التنافس النقابي وعدم انطفاء جذوته، يساهمان بتعظيم الانجازات النقابية.. فالساحة النقابية متحركة، والثابت الوحيد فيها خدمة المنتسبين للنقابات، وللمهن التي تمثلها. أما القوى النقابية، فهي متحركة، ولو امتدت ولايتها على مجالس النقابات عدة سنوات، فسيأتي يوم ستغادر مكانها لتصطف في موقع "المعارضة" إن جاز التعبير، أو على الأقل ستواجه منافسة قوية وشديدة في كل انتخابات من القوى الحية الأخرى في النقابات المهنية والمتواجدة على الساحة.
العمل النقابي، متجدد دائما، هناك قوى جديدة تظهر من رحم الساحة النقابية، وهناك تحالفات وائتلافات متجددة، حيث كنا نشاهد قوى تخوض الانتخابات معا، ثم نشاهدها في مرات أخرى تتواجه انتخابيا.
وهذا يساعد على بقاء الساحة النقابية نشطة وولادة وفيها كل العوامل التي تخلق قوى وتجمعات نقابية همها العمل النقابي ورفعة المنتسبين للنقابات والمهن التي تمثلها.
في هذا العام، هناك تحديات كبيرة تواجه النقابات مجتمعة وعلى رأسها الحفاظ على صناديق الخدمات الاجتماعية وعلى رأسها صناديق التقاعد التي تعاني الكثير جراء الاستحقاقات وجراء الممارسات الخاطئة في بعض الأحيان.
وهناك أيضا تحديات كبيرة أخرى، من أهمها كيفية التعامل ومواجهة مشكلة البطالة التي اصبحت في بعض النقابات المشكلة الاولى، والتي يجب أن تعتبر أولوية لكل مجلس نقابة. فهناك آلاف المنتسبين للنقابات وخصوصا الجدد منهم لا يجدون فرصة عمل لا محليا ولا خارجيا. وفي هذه المرحلة ازدادت مشكلة البطالة وتوسعت، ما يجعلها على رأس الاولويات.
لذلك، فان المنتخبين من أعضاء النقابات سينظرون باهتمام كبير لمن يستطيع مواجهة التحديات بجدارة، ويساهم بحل المشاكل التي تواجههم وعلى رأسها البطالة. وسيقدمون صوتهم، لتلك القوى التي تستطيع أن تكون على مستوى التحديات فعليا، وليس بشعاراتها الانتخابية. نتمنى أن تكون الانتخابات في كل نقابة فرصة حقيقية لإيجاد الأفضل والأحسن لتمثيل النقابات وأعضائها الكثر.
الغد 2018-02-17