طرح الثقة.. الكل على المحك
واضح ان مرجعيات الدولة اختلفت في كيفية تعاملها مع مذكرة حجب الثقة عن الحكومة التي يقف وراءها بقوة كتلة الاصلاح النيابية وبعض المستقلين.
الجهاز الامني والقصر، كانا لا يرغبان بالوصول الى نقطة طرح الثقة في المجلس، ربما لعلمهما بالنتيجة التي ستعطي الملقي قوة اضافية غير محببة لديهم، وستعرّض النواب لتهالك جديد امام القواعد الشعبية.
رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، يصّر على طرح مذكرة الثقة للنقاش، في مخالفة غريبة لمصادر القرار في الاردن التي كانت تريد منه منع عرض الثقة على النقاش.
وجهة نظر الطراونة، تعلن ان النظام الداخلي يفرض عليه عرض المذكرة للنقاش، وفي الخلفيات اعتقد انه يريد الاثبات للمرجعيات بحجم نفوذه وتأثيره على نواب المجلس في اللحظات العصيبة.
الملقي بدوره يصر ايضا على المواجهة، ويروى عنه يقول «ما حجب الثقة أو تجديدها …هذا خياري»، فهو يعلم من جهة ان المجلس لن يسقطه، وان الدولة سترمي له بحبال النجاة.
لكن بالمقابل، يدرك رئيس الوزراء، ان تجديد الثقة تعني استمرار حكومته اكثر، وانه سيكون اقوى في سوق المرجعيات، كما انه امام النواب سيصول ويجول كما لم يفعل من قبل.
الخاسر الاكبر في حال حاز الملقي الثقة سيكون مجلس النواب، ستهتز صورته بشكل مكثف امام الشارع، سينال من النقد اكوما كبيرة غير مسبوقة، ولعلني آسف على العمل النيابي وما سيتعرض له.
على كل الاحوال، كانت كتلة الاصلاح موفقة في طرح المذكرة، فلا يعقل ان تمر قرارات الحكومة دون مأزق للمرجعيات، يعرفون بعدها ان الاشارات ليست دائما خضراء.
السبيل 2018-02-18