حكومة فلم خليل بعد التعديل
البحث عن المصلحة في التعديلات الوزارية يفضي الى لا شيء ابدا وانما الى استمرار سياسة تلبيس الطواقي وليس الطاقم، وذلك نقلا من رأس الى اخرى والغريب ان المقاسات نفسها، اما البحث عن الفائدة فانها تخص المتنصبين الجدد وقد سبقهم اليها الذين أخلوا لهم المنصب، وبموجب احصائية نشرت امس كشفت ان رواتب 233 متقاعدا من رتبة وزير وامين ومحافظ منذ عام 2001 وحتى شباط من العام الماضي بلغت حوالي خمسين مليون دينار فقط لا غير.
ليست هنا المشكلة وانما بالاستخفاف بالشعب الذي لم يعد يرى خيرا ولا املا في الحكومة، ومنهم يصرخون عاليا برفضها واسقاطها في معظم مناطق البلد ومن تبقى يعبرون بطرقهم الخاصة من على منصات التواصل، والذين يصمتون ليس حالهم القبول وانما الرعب الابدي فيهم وقلة الحيلة وما هم فيه من تهميش. اما الذين مع ما يجري حكوميا فانهم القلة المستفيدة التي تنتظر دورها في لبس الطاقية.
في المشهد المحلي لا حسابات للناس والمواطن عليه ان يخضع، وها هي الاعتصامات تستمر وعودة المزارعين لها يعني ان الحكومة لم تصدق معهم، اما حشد قوات كبيرة من قوات الدرك على مدخل السلط فلن يكون حلا، والذهاب ابعد من الحشد فقط ستكون عواقبه اكثر من وخيمة، كما ان المشكلة ليست بالهتافات عالية السقف وانما بعدم ادراكها والاصغاء اليها، وها هي سيدة كركية خرجت امس منادية بالناس ان اخرجوا ودافعوا عن حقوقكم وليس عن زوجي الذي اعتقل من اجلكم، وهذه ومعها سيدة السلط التي خاطبت الجماهير امس كما سيدة عمورية وعلى المعتصم ان يلبي دون ابطاء.
نهاية الشهر الجاري ستعود لجنة الصندوق الدولي لتقييم الاجراءات الاقتصادية، وهي في كل مرة تضيف جديدا للالتزام به يكون اشد وقعا من سابقه طالما ترى الاستقرار العام وهزالة الاحتجاج، ويكفي ان مضاعفة اسعار الخبز مرت دون ما يستحق الذكر ليتم تمرير اكثر من ذلك، غير ان الاكيد انه ليس في كل مرة تسلم الجرة، ودوام الحال من المحال، وسيرى الذين افتروا وظلموا وعاثوا فسادا اي منقلب سينقلبون طال الزمن ام قصر.
السبيل 2018-02-26