بلفور ذَبحَ وترامب ينكّل !
كان وصف قرار ترامب بنقل السفارة الى القدس بأنه افقد الولايات المتحدة أهليتها كوسيط اقرب الى اضعف الايمان، لأن ما فعله ترامب ليس مجرد استقالة من دور وسيط او من الحد الادنى للنزاهة ، بل كان تكريسا لوعد بلفور في ذكراه المئوية .
اما تحديد الرابع عشر من مايو القادم لنقل السفارة الامريكية الى القدس فهو بعيد عن المواربة اللغوية والنعومة الدبلوماسية، والنفاق السياسي تنكيل وسلخ جلد؛ لأنه يريد قتل الفلسطيني مرّتين وبالتالي هو شريك للمحتل وظهير له وليس مجرد حليف كما يقول؛ لأن للتحالف بين الدول حسب المعجم السياسي حدودا، وما قرره ترامب لا علاقة له بالسياسة ، وادق وصف له هو البلطجة والسطو على تقاويم التاريخ وتراجيديات الشعوب، وعلى من يتصدون لهذا الموقف العدواني السافر من ترامب ان لا يتكلموا بنصف لسان، وان يكتبوا بقلم تتدلى منه الممحاة ، فالرجل اعلن حربا ولم يعلن موقفا سياسيا، وفتح باب الجحيم على مصراعيه، فالتاريخ لم يمت بعد ولم يكترث بالنعي الامريكي له من خلال موظف ياباني الاصل في الادارة الامريكية، وهذه حرب ساحتها المستقبل كله، ولو كان ترامب حريصا على اسرائيل لما جعل من المستقبل كمينا لها وفخّا لاجيالها القادمة؛ لأن ما يعجز عنه العرب الان ولأسباب باتت محفوظة عن ظهر قلب لن يستمر الى الابد.
ان اختيار ذكرى المأساة الفلسطينية او الفضيحة العربية التاريخية لنقل السفارة ليس استخفافا فقط بالعرب، بل بالعالم اجمع، وهو قرار لا بد من وصفه بأنه سادي ، يهدف الى تعذيب الضحيّة ! اما ردود الافعال العربية ، سواء على الاعلان او على موعد نقل السفارة، فهي مثيرة للغثيان، ولا تصل حتى الى اضعف الايمان، وقد يكون ترامب وشركاؤه في الاحتلال على دراية بالديّة، وهي غير مكلفة على الاطلاق!!.
الدستور 2018-02-26