الحياة امرأة

تم نشره الخميس 08 آذار / مارس 2018 12:33 صباحاً
الحياة امرأة
رمزي الغزوي

هل سيكفي أن نوقد شمعة بلهاء فوق قالب حلوى مزين لنحتفي بيوم المرأة العالمي؟!. هل تكفي شمعة صغيرة لتبدد العماء الذي يلف فهمنا الحقيقي للمرأة؟!. لماذا اختصرنا هذا الكائن العظيم بيوم، كما اختصرنا الحب والأم؟!. وهل عجلة السرعة تبيح لنا أن نتناسى الأشياء الجميلة سنة بطولها، ثم نحيي شبه احتفال برتوكولي لا يترك أثراً.
عالم اليوم المتخم بالتناقضات، يملأ رزناماتنا بذكريات ومناسبات، نراها وكأننا لا نراها؛ ولهذا فسيكون متوقعاً لمن غدت ذاكرته مرتعاً للثقوب والعيوب أن يحتفل بيوم الكتاب وهو منشغل بالفضائيات حد الهوس والإدمان، أو نراه يحتفل بيوم الشجرة بغرس فسيلة صغيرة على مقربة من غابات يانعة تجزها الفؤوس بشراهة نار!.
أعتقد جازماً أن العالم المتشردق بالغصات لا يخصص يوماً للأشياء إلا إذا كانت آيلة للانقراض، أو تقف قاب هفوتين من خرابها المبين، والأمثلة أكثر من أن تحصر: يوم للأوزون، ويوم للشعر، وآخر للأخوة، ورابع للصداقة، والحب، والأب، ويوم للأرض، والحرية وللأم، وغيرها مما لم أحط به خبرا. فهل جاء يوم المرأة العالمي في هذا السياق؟!. 
لست مع هذا اليوم، فالأرض كل الأرض ستكفُّ عن الدوران، إذا أشاحت حواء بوجها عن آدم وبنيه ليوم واحد أو بعض يوم؛ فكل مكان لا يؤنث لا يعول عليه، ولن يعول عليه!، وكل يوم لا تكتبه حواء بلغتها وأنفاسها وحبها؛ لن يقرأه أهل الأرض.
ولهذا فدعاة التطبيل والتزمير يتعامون عن أن المرأة ليست نصفنا المقسوم على سراط السكين، ولا نصفنا الذي يلتصق بنا بمادة لاصقة. المرأة تتواشج معنا ونتواشج معها، وتتداخل بنا ونتداخل بها كأصابع اليدين حين تلتحمان، أو كبتلات الأزهار حين تغفو على العبير، فليست الأشياء مناصفة بلهاء، بل هي تكاملات وتواشجات وامتزاجات، لو كانوا يعلمون!.
فتحية للنساء اللواتي يطاردن حصان الزمن بشجاعة وقوة، تحية للواتي يقدمن ساعاتهن عشر دقائق؛ كي يسابقن أنفسهن؛ لإنجاز مهمات الطبيخ والنفيخ، وطلبات زوج كسول، يرى كأس الماء بعيدة عنه، وهي بمدى ذارع. تحية للمرأة التي تكون ربة بيت في الصباح، ومعلمة أو مهندسة أو طبيبة في وسط النهار، ومدرسة أطفال في المساء، وزوجة أنيقة في السهرة.
فالسنة بكامل أيامها ولياليها، لحواء المرأة. الأم، والزوجة، والأخت، والبنت، والزميلة. فوردة عابقة بالصدق للتي جعلت الأرض تدور، فكانت كوكباً قابلاً للحياة والحب. صباح الخير أيتها الحياة/المرأة!.

الدستور 2018-03-08



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات