د. أيسر أرتيمة : الأردن والإمارات .. علاقة استراتيجية في الهدف والمصير
المدينة نيوز :- لا تعتبر العلاقة بين الاردن والإمارات مجرد علاقات ثنائية بين دولتين شقيقتين ، بل هي وبإقرار الطرفين علاقات استراتيجية ترسخت عبر السنين حينما أرسى دعائمها الزعيمان الراحلان الملك الحسين والشيخ زايد طيب اله ثراهما ، وجرى تعزيزها بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني وأخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان .
ففي أحلك الظروف التي تمر بها الأمة وفي زمن التباعدات والتجاذبات ، ظلت العلاقات الأردنية الإماراتية عصية على الكسر أو الإختراق ، بفعل استمرار حرص الطرفين على تطويرها وتعميقها في شتى المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، حتى باتت مضرب مثل لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول والأشقاء .
ولا يجب أن يغيب عن بال أحد الدعم الكبير الذي تلقته المملكة الأردنية من شقيقتها دولة الإمارات من مختلف وجوه الدعم عبر السنوات السابقة ، ومقدار الإحترام الذي يحظى به عشرات آلاف الأردنيين العاملين في الدولة الشقيقة ، ناهيك عما أفضت إليه علاقة البلدين مؤخرا من توقيع 12 وثيقة تضمنت بروتوكولات واتفاقيات ومذكرات برامج تنفيذية وتفاهمات ترمي إلى تعزيز هذه العلاقة وترسيخها .
فقد شملت الوثائق التي وقع عليها وزيرا خارجية البلدين مذكرات تتعلق بالشأن الفني والمالي والإعتراف بشهادات الجودة في مؤسسة المواصفات والمقاييس في البلدين ، والتعاون في المجال البيئي والإتصالات من خلال توقيع تفاهمات واتفاقات بين وزارتي الإتصالات في البلدين ومراقبة الشركات ومذكرات بين هيئة الإستثمار الأردنية ووزارة الإقتصاد الإماراتي ، والإعتراف المتبادل بشهادات الملاحة للعاملين في البحر وهيئة الإتصالات الإماراتية واتفاقية بشأن التعاون الثقافي والتعليم العالي حتى العام 2020 والتعاون التربوي وغير ذلك من اتفاقات وتفاهمات رسخت من جذور التشاركية في عموم القضايا والأهداف ، مما جعل العلاقات استراتيجية بامتياز وهي في طريقها إلى مزيد من الترسيخ والتجذير في المستقبل .
كما وتؤكد هذه العلاقات بأن هدف هذه الشراكة لا يتمحور حول مصالح البلدين فقط ، بل هو يحمل نظرة شمولية لعموم المنطقة لتنعم بالأمن والسلام والإزدهار لجميع شعوبها ودولها بدون استثناء .
إن الأردنيين حريصون على استمرار هذه الشراكة وهذه العلاقة وتعميقها إلى أبعاد أعمق وآفاق أوسع ، وكذلك هم الإماراتيون ، فالدولتان الشقيقتان تحملان نفس الهدف .. ونفس المصير ، وهكذا هي العلاقات بين الأشقاء الحقيقيين في زمن التنائي والغربة والإفتراق والصدود .