الصفدي : دعم "الاونروا " يؤكد التزام العالم بقضية اللاجئين الفلسطينيين
المدينة نيوز:- افتتح وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، في مقر منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة ( الفاو ) في العاصمة الإيطالية روما، اليوم الخميس المؤتمر الوزاري الاستثنائي المعني بدعم الوكالة.
وفي كلمة في افتتاح المؤتمر، اكد الصفدي، ان "اجتماعنا اليوم يأتي في ظرف استثنائي، تواجه فيه الاونروا ازمة مالية صعبة تهدد حق الملايين من اللاجئين الفلسطينيين في العيش الكريم، مؤكدا ان ما نفعله اليوم وما لا نفعله نحد اذا ما كان 500 الف طالب فلسطيني سيتمكنون من ممارسة حقهم الاساسي في التعليم بالمدارس المدرسي، واذ ما كان ملايين الفلسطينيين سيستمرون في الحصول على حقهم في المعالجة الطبية اللازمة، واذا ما كان ما يزيد على مليون رجل وامرأة من اللاجئين الفلسطينين سيتسمرون في تلقي المساعدات التي تمكنهم من تامين احتياجاتهم المعيشية".
واكد الصفدي ان هذه "المشكلة حقيقة وتداعياتها خطيرة، ما يدعو لاهمية ان يكون رد فعلنا كمجتمع دولي بحجم هذه المشكلة وملموسا"، مبينا ان الاستمرار في دعم الاونروا رسالة سياسية ان العالم ما زال يأبه لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين التي سيمر عليها في الخامس من شهر ايار المقبل سبعون عاما من المعاناة والظلم.
وقال ان المجتمع الدولي ما زال ملتزما بايجاد حل عادل لقضية اللاجئين باعتبارها من قضايا الوضع النهائي على أساس قرارات الامم المتحدة ذات الصلة وبخاصة القرار 181.
واكد ان دعم الاونروا رسالة سياسية، مفادها ان المجتمع الدولي لم يتخلى عن اللاجئين الفلسطينيين ويتركهم ضحايا للعوز والياس وانه لن يسهم في حرمان ما نصف مليون طالب وطالبة من حقهم في العيش الكريم والتعليم في مناطق عمل الاونروا الخمسة.
وبين ان الاردن و مصر والسويد عملت مع الاونروا والاتحاد الاوروبي وبالتنسيق مع العديد من الدول لعقدا هذا المؤتمر، وذلك صرخة لعمل فاعل يؤدي الي تامين ما تحتاج اليه الاونروا للاستمرار في تقديم خدماتها , وفق بترا.
وقال "اننا نوكد اليوم على ضرورة الاستمرار للعمل من اجل ضمان فاعلية الوكالة، ومركزية التوصل إلى تخطيط مالي طويل المدى، معربا ان يكون هذا المؤتمر بداية لعملية مستمرة لتقديم الدعم الذي سيمكن الاونروا من تقديم خدماتها الحيوية".
من جانبه، قال الامين العام لمنظمة الامم المتحدة انطونيو غوتيرس، ان الضغوط التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون يمكن تؤدي إلى انفجار ونتائج سلبية تؤثر على حياتهم ومستقبلهم.
واكد جميع الطلبة اللاجئين في مدارس الاونروا لهم تطلعات نحو المستقبل، مشيرا في هذا الاطار لاهمية دور التعليم في بناء مجتمع فلسطيني يتمتع بالامن والكرامة، من خلال برامج اجتماعية يكون لها تأثير ايجابي وجيد على اوضاع اللاجئين.
وقال ان الاستمرار في تقديم الخدمات الضرورية والاساسية للاجئين، يسهم في استقرارهم، ويعتبر ورقة رابحة للمجتمع الدولي الذي يجب ان يستمر في تقديم الدعم اللازم للمنظمة الدولية.
واعتبر غوتيرس ان غياب الحل الجماعي للتحديات التي تواجه الاونروا، سيسهم في اضعاف دورها بسبب عدم ام إيجاد موارد متاحة لها، داعيا المجتمع الدولي إلى المساعدة في تحويل هذا القلق عبر توفير الموارد المالية والموارد الأخرى لدعم المنظمة، وبما يوفر الامن والاستقرار للاجئين الفلسطينين.
واوضح ان الاونروا تكرس جهودها لدعم ومساعدة اللاجئين الفلسطينين وتقديم الخدمات الاساسية لهم.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك للوزير الصفدي ووزير خارجية مصر سامح شكري، والأمين العام للأمم المتحدة، اعلن المفوض العام للأونروا بيير كريمبول، عن التزام عدد من الدول المشاركة في المؤتمر تقديم مبلغ 100 مليون دولار دعما لمنظمة الاونروا كمساهمة لسد العجز الحاصل في موازنة المنظمة الدولية.
واعتبر الصفدي، ان نتائج المؤتمر تعتبر بداية مشجعة لمزيد من العمل الدولي المشترك لدعم الاونروا وتمكينها من القيام بمهامها، موكدا ان قضية الاونروا أساسية ومرتبطة بأهم احتياجات اللاجئين للفلسطينيين.
وقال ان الاردن استضاف منذ شهر العديد من الاجتماعات واللقاءات للتحضير لهذا المؤتمر الهام، ما يعكس الدور الكبير للأردن تجاه قضايا اللاجئين وحرص الاردن على استمرار عمل الاونروا.
بدوره، اكد امين عام الامم المتحدة ان المنظمة الدولية ستواصل تنسيقها مع المجتمع الدولي لتوفير التمويل اللازم لضمان عمل الاونروا، فيما اشاد وزير الخارجية المصري سامح شكري، بنتائج المؤتمر وانعكاساته الايجابية المتوقعة على اللاجئين الفلسطينيين واحتياجاتهم .
وكان الصفدي التقى على هامش المؤتمر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، ووزير خارجية قبرص نيكوس كريستو دولايس، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اليستر بيرت، ومسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني.
وجرى خلال اللقاءات بحث العلاقات الثنائية بين الاردن وقبرص وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ومنظمة الامم المتحدة، والتأكيد على اهمية تعزيزها في جميع المجالات، مثلا جرى خلال اللقاءات استعراض الاوضاع في المنطقة، وخصوصا القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لكسر الجمود الذي يواجهها للتوصل إلى حل شامل ودائم على اساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
كما جرى خلال اللقاءات استعراض المستجدات في الازمة السورية، حيث اكد الصفدي على ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في الغوطة الشرقية والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، كخطوة نحو عملية سياسية شاملة وفق مسار جنيف للتوصل إلى حل سياسي وفق قرار الأمم المتحدة 224، يرضى به الشعب السوري ويضمن وحدة الاراضي السورية.
--(بترا)