عيد الأم ينثر فرحة هنا وغصة هناك
المدينة نيوز:- يشارك الاردن غدا العالم الاحتفال بيوم الأم والذي يتزامن مع ذكرى معركة الكرامة، حيث تتجسد فيهما قيم الارتباط الوثيق بين التضحية والفداء، وبالذات من الأم التي تغرس في نفوس الابناء معاني الحب والعمل والبناء.
ورغم مكانة الأم العالية في الأسرة والمجتمع وخاصة بين أبنائها، إلا أن تخصيص يوم للفرح بهذه المناسبة ربما يؤذي مشاعر آخرين حرمتهم الأقدار حنان الأم، أو ربما العس من ذلك حيث هناك أمهات محرومات من حنان أبنائهن.
وتؤكد ملك الكايد (مديرة حضانة) الدور الحيوي والمهم الذي تقوم به المرأة العاملة في انجاز عملها بكفاءة واقتدار، مشيرة الى أن هذا اليوم يعتبر استذكارا لجهود المرأة الأردنية في مختلف مواقعها والمجالات التي تعمل بها بعد أن وصلت الى معظم المهن.
وقالت ان الكلمات والحروف تعجز عن التعبير عما بداخلنا لأعظم إنسانة في الكون، فهي من أنارت طريق حياتنا، وأرشدتنا للصواب، وتحملت متاعب ومصاعب الحياة من أجلنا، وسهرت الليالي لراحتنا وتحمل الاعباء من أجل اسعادنا، لافتة الى أن الامهات العاملات في الحضانة يقمن برعاية الاطفال وتقديم ما بوسعهن لرسم الفرحة على وجوه الأطفال.
ويقول الطفل راشد زيدان ذو الاربعة أعوام، إنه يتنظر عيد الأم لتقديم الهدية التي قام بشرائها لوالدته وأخرى لمربيته، اضافة الى ارتداء الملابس الجميلة في هذا اليوم ومشاركة أصحابه بالاحتفال.
الا أن هناك العديد من الاطفال حرمهم القدر حنان الأم، لأسباب عديدة منها انفصال الوالدين عن بعضهما، إذ تقول الطفلة ياسمين انها "لا تشعر بفرحة هذا اليوم، كونها بعيدة عن والدتها، ولا تستطيع تقديم الهدايا لها تعبيرا منها عن حبها وشكرها لما قدمته لها من رعاية وحنان في صغرها".
وتشاركها الطالبة رزان الياسين نفس الشعور والتي فقدت والدتها وهي في ريعان شبابها، اذ تقول إن "فقدان الأم لا يعوضه أي شيء في العالم، فهي من انجبت وسهرت وتعبت وصبرت من أجل تربية أبنائها"، مضيفة "اشعر بالحزن كل عام عندما أشاهد صديقاتي يقمن بشراء الهدايا لتقديمها لأمهاتهن، ولا أكون مثلهن لأرسم الفرحة على وجه أمي ولتقوم هي بتقبيلي، الا أنني بدلا من ذلك اذهب الى قبر أمي في هذا اليوم وادعو لها بالرحمة والمغفرة".
فيما تقول ام جمال التي وضعها ابناؤها في احدى دور الرعاية بالمسنين، انها "لا تشعر بذلك اليوم ولا تحب ان تتذكره كون ما بذلته من عطاء وجهد في تربية ابنائها لم يثمر حيث تم مكافأتها لتكون بين المسنين في دور الرعاية"، مؤكدة ضرورة تنشئة الأطفال وغرس قيم الامومة في نفوسهم، ومهما حصل من صعوبات في الحياة يجب عليهم عدم ترك والديهم في مهب الريح.
وتبين استاذة علم الاجتماع الدكتورة عبلا الوشاح أن المنظومة القيمية المجتمعية والدينية ركزت على قيمة الأم في السلوكيات والتعامل اليومي في تقدير قيمة الأم، مشيرة الى أن القيم الوجدانية تؤكد أهمية الأم والاسرة،" وهذا شيء فطري ولدنا وتربينا عليه وهو تحصيل حاصل في سلوكنا اليومي".
وتلفت الى أهمية تعزيز قيم الترابط الاسري بشكل متساو وكامل بين الابناء، مشيرة الى ضرورة الغاء تخصيص يوم للاحتفال بالأم لأن الأصل أننا مجتمع يقدر ويحب ما حوله وبالذات الأم التي تظل معنا طوال السنين.
وتقول إن مثل تلك الاحتفالات المتنوعة يجب أن يكون لها قيمتها، بحيث لا تستغل من قبل التجار وأصحاب المحلات التجارية في الترويج لمنتوجاتهم، حيث نرى ان هذا اليوم او غيره يأخذ مسارا مختلفا يتجه به إلى الاستهلاك بعيدا عن قيم المحبة والتعاطف، مؤكدة أن تخصيص يوم للاحتفال بالأم يشعل المواجع والآلام، لدى العديد ممن فقدوا أمهاتهم ولا يستحب أن نؤذي بعضنا بمثل تلك المناسبات.(بترا)