متحف حابس المجالي يحتفي بالذكرى الخمسين لمعركة الكرامة
المدينة نيوز:- البطولة، التضحية، الشهادة ، ثم النصر جميعها مفردات كانت حاضرة في الندوة والأمسية الوطنية التي نظمتها الدائرة الثقافية / قسم متحف حابس المجالي بمناسبة الذكرى الخمسين لمعركة الكرامة ٠
وأستذكر عدد من المؤرخين ورجال الجيش العربي اللذين شاركو في المعركة خلال الندوة تفاصيل تلك الملحمة البطولية التي دحر بها الجيش العربي أطماع جيش العدو وأعادوهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة ٠
وتمثلت أهمية الندوة التي تأتي ضمن خطة الدائرة الثقافية في تعزيز الشعور الوطني بدقة المعلومات التي ردت على المزاعم المتداولة على بعض المنابر والتي تحاول المساس بالإنجاز التاريخي الذي تم تحقيقه في تلك المعركة حيث يؤكد الخبراء أن تلك المعركة كانت نقطة مفصلية في مصير الأردن ووجوده على الخريطة ٠
وبين العميد المتقاعد المحاضر في الكلية العسكرية الملكية أحمد الحويان أن هناك من يحاول حتى اليوم التقليل من حجم الانجاز الذي تم تحقيقه في تلك المعركة من خلال تشويه المعلومات حول الخسائر التي تكبدها العدو تمثلت في وقوع ٢٥٠ قتيل و٤٥٠ جريح وإعطاب ٥٠ دبابة و٦٠ آلية وإسقاط ٧ طائرات بالإضافة إلى الآليات التي تم تركها في ارض المعركة في حين كانت خسائر الجيش الأردني ٨٦ شهيدا بينهم ٦ ضباط و١٠٨ جرحى ٠
وقد أبدى الجيش الأردني بسالة في القتال حتى تم دحر آخر جندي حيث رفض المغفور له الملك حسين وقف إطلاق النار الذي طلبه الجيش الإسرائيلي مشترطا خروج آخر جندي إسرائيلي من الأراضي الأردنية ٠
من جانبه بين المؤرخ الدكتور بكر خازر المجالي أن معركة الكرامة كانت درسا قاسيا للجيش الإسرائيلي المتغطرس حيث وصل الغرور بـ "موشيه ديان" أن يعلن صبيحة الهجوم أنه سيدعو الصحفيين إلى عقد مؤتمر في مكان ما شرقي النهر ظنا منهم أنها نزهة سريعة ولم يعلمو أن أبطال الجيش العربي أقسموا ألا يمر العدو إلا على أجسادهم ٠
وسجلت معركة الكرامة بطولات فردية عديدة لأبطال قواتنا المسلحة فهذا الملازم أول الشهيد خضر شكري يعقوب ضابط رصد المدفعية السادسة وبعد أن وصل العدو موقعه يطلب على الجهاز من مدافعه أن ترمي موقعه حيث قال " طوق العدو موقعي ارمو موقعي حالا " وينطق بالشهادتين على الجهاز ٠
المؤرخ عصام الغزاوي أكد أن من أهم عوامل النصر في معركة الكرامة كانت قيادة المغفور له الملك حسين شخصيا لأرض المعركة وتواجده دون حراسة أحيانا ٠
واستعرض الغزاوي قصص البطولة والشجاعة لبعض أفراد القوات المسلحة ومنها قصة الشهيد ابو صعيليك الذي أصر على ترك عروسه بعد أيام قليلة من زفافه وهو في إجازة العرس ولحاقه بالمعركة حيث قاتل ببسالة حتى استشهد ٠
من جانبه بين العقيد المتقاعد مصطفى الشوبكي أن العدو الإسرائيلي ادعى أن الهدف من هجومه على الأراضي الأردنية كان ملاحقة أفراد من المقاومة الفلسطينية مؤكدا أن هذا الكلام بعيد عن الحقيقة حيث كانت الأهداف الحقيقية تتمثل بالقضاء على قوة الجيش الأردني وتحطيم الروح المعنوية وتدمير الحياة الاقتصادية في وادي الأردن الذي يعتبر المورد الزراعي الرئيسي في المملكة والهدف الاهم احتلال المرتفعات الشرقية من وادي الأردن ٠
وقدم موقع إرث الأردن من خلال مشاركته في الندوة بإشراف الباحث معاذ دهيسات مجموعة من الأشرطة الوثائقية وبيانات الحرب الصادرة اثناء المعركة والتي من شأنها تسجيل التاريخ وحفظه للأجيال القادمة مؤكدا أن الجيل الحديث تستهويه متابعة المعلومات على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وهذا الأمر الذي لابد أن نجاريه من خلال تقديم معلومات لهم عن تاريخهم حتى يبقو على صلة مع شعور الانتماء لهذه الأرض ٠
ورصد موقع إرث الأردن البيانات التي تم إصدارها وقت المعركة من البيان الأول الذي كان نصه ( في تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم قام العدو بشن هجوم على منطقة نهر الأردن الجنوبية ) وتسكير المعركة لنصل إلى البيان رقم ١١ الأخير الذي يبدأ بعبارة ( تم تطهير أرضنا من فلول العدو في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء ) ٠
وعلى صعيد الحرب السياسية بين دهيسات أن الأردن استطاع أن يحقق نصرا في أروقة هيئة الأمم المتحدة بعد أن استطاع الحصول على إدانة للهجوم الإسرائيلي بزمن قياسي بعد أربع جلسات بقرار حمل رقم ٢٤٨ ٠
وفي نهاية الندوة كرم مدير الدائرة الثقافية ثامر الشوبكي المحاضرين في الندوة وأحد الجنود الذي شارك في معركة الكرامة بتقديم دروع تذكارية ٠