هذا ما يرعب الاحتلال

تم نشره الإثنين 02nd نيسان / أبريل 2018 11:41 مساءً
هذا ما يرعب الاحتلال
جميل النمري

إسرائيل ترفض رسميا الآن حل الدولتين، واليمين الإسرائيلي المتطرف يملك أغلبية ساحقة وإلى أمد غير معلوم. أميركا تخلت أيضا عن حل الدولتين، وترامب عين مؤخرا صقور اليمين في مفاصل القرار، وهؤلاء وفي مقدمتهم مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، يزاودون على اليمين الإسرائيلي في مساندة الاحتلال. ليس هناك فرص تضيع على الفلسطينيين، وليس هناك عرض للتفاوض حوله، وصفقة القرن كذبة صفيقة، والسيناريوهات عن تعويض الفلسطينيين بأرض من سيناء مع دعم اقتصادي ومشاريع، كذبة تلوكها مصادر إعلامية للإثارة والتضليل، والمعروض حقيقة هو الاعتراف بالواقع الحالي كحل نهائي؛ أي حكم ذاتي منزوع السلاح في الضفة وغزة بدون القدس والغور والمستوطنات.
من المفهوم والحالة هذه أن ينفض الفلسطينيون يدهم من الولايات المتحدة ومن المفاوضات حتى لو تواقح عليهم ترامب بقطع المساعدات عن السلطة وعن وكالة غوث اللاجئين، لكن ما هي الخطة البديلة؟! الخطة للأيام المقبلة هي النضال الجماهيري السلمي الواسع الذي يبقي القضية حيّة ويتصدى للضم والاستيطان ويدعم ويقوي المطالب الفلسطينية للاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية وترجمة الاعتراف بإجراءات عملية وفرض عقوبات على إسرائيل. وقد بدأ تنفيذ هذا البرنامج مع يوم الأرض الذي يشارك به أيضا أبناء الـ48 ويخصص لإشهار حق العودة، وسوف تستمر الفعاليات الاحتجاجية الواسعة وتتوج في 15 أيار ذكرى النكبة. هذا البرنامج يحظى بإجماع فلسطيني من الفصائل والمستقلين والفعاليات السياسية والثقافية والجمهور، وسينخرط عشرات بل مئات الآلاف في التجمعات والتظاهرات، وجاء الإثبات من غزة فشاركت الجماهير في يوم الأرض على سياج الاحتلال بأعداد غير مسبوقة وضمت الجميع بما في ذلك حماس التي لم تكن في الماضي تؤمن بهذا النوع من النضال السلمي. هذا التوجه لاقى صدى حماسيا بين المعلقين الإسرائيليين أنصار السلام والحقوق الفلسطينية، ونشرت الغد بعض تلك المقالات ووصفه أحدها بأنه "سلاح يوم القيامة الفلسطيني الذي يخيف إسرائيل حتى الموت"، وحذر مقال آخر في ضوء الدعوة الاستنفار بالسلاح لمستوطنات الحدود مع غزة الى خطر افتعال مجزرة لقبر اللاعنف الفلسطيني في المهد؛ حيث تقول كاتبة المقال "ليس العنف الفلسطيني، بل غيابه بالذات، هو التهديد الحقيقي على استمرار الاحتلال".
إسرائيل، بذريعة تجاوز المتظاهرين للسياج، ردت بالفعل بمجزرة سقط فيها خمسة عشر شهيدا وألف جريح، فقد تم فتح النار مباشرة وبكثافة على المتظاهرين العزل إلا من الأعلام الفلسطينية، فماذا سيكون الرد؟! سيظهر من يريد الثأر والردّ على العنف بأعنف منه، وهذا سيكون مقبرة المشروع الفلسطيني لفتح جبهة المواجهة الجماهيرية السلمية، كما كان مقبرة الانتفاضة الثانية. سيكون صعبا مواجهة النزعة للانتقام للدماء الفلسطينية بعمليات مسلحة على صعوبة ذلك هذه الأيام، وهو ما قد يتمخض عن حركات استعراض مثل إطلاق صواريخ من غزة أو إطلاق نار أو مبادرات فردية بالسكاكين أو الدهس وغير ذلك من وسائل مفرطة في اليأس، لكن هذا الطريق جرّب لسنوات وكانت نتائجة كارثية على الفلسطينيين الذين واجهوا وحدهم العنف الإجرامي الإسرائيلي وسط حياد دولي باعتبار ما يجري عنفا متبادلا.
الإجرام الإسرائيلي إزاء الاحتجاج الفلسطيني السلمي يجد فورا ردود فعل متعاطفة من كل صاحب ضمير في العالم ويحفز خطوات تضامن مع الفلسطينيين وتطوير الاعتراف بهم وربما فرض عقوبات على الاحتلال واستعادة معسكر السلام الإسرائيلي لقوته. لقد عاشت القضية الفلسطينية أزهى أيامها خلال الانتفاضة الأولى السلمية، ويجب أن نعطي فرصة لهذا النهوض الجديد.

الاثنين - 2/4/2018 ، الغد 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات