رجال دين اسلامي ومسيحي يعظمون القواسم المشتركة بين الاديان
المدينة نيوز:- أكد علماء وقيادات دينية إسلامية ومسيحية، أهمية تعظيم القواسم والقيم والروابط المشتركة بين الأديان للحفاظ على المكتسبات الوطنية من الفتن التي تدمر المجتمعات الإنسانية.
وأشاروا خلال فعاليات ندوة دينية عقدت في الجامعة الاردنية بعنوان " القواسم والقيم المشتركة بين الشرائع السماوية "إلى أن الأردن يعد انموذجاً في الاعتدال والتسامح وحمل الرسالات السماوية التي تقوم في مبادئها الاساسية على توحيد الله والارتباط الدائم بالخالق والتربية لصون ثوابت الامة وحماية استقرارها وامنها الوطني.
وتندرج اهمية الندوة التي نظمتها كلية الشريعة في الجامعة بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية بحضور رئيس الوزراء الاسبق رئيس مجلس امناء الجامعة الاردنية الدكتور عدنان بدران في سياق اهتمامات الكلية في بناء وارساء ثقافة الحوار الاسلامي المسيحي لتعزيز الاحترام والقبول المتبادلين .
وقال عميد كلية الشريعة الدكتور عبد الرحمن ابراهيم زيد الكيلاني الذي افتتح اعمال الندوة "ان مقاصد وجوامع الاديان تلتقي على حفظ العقل والنسل والمال والحياة الانسانية، وان اهدافها السامية فيها خير للإنسانية وتحقيق الامن والتكافل والرفاه الاجتماعي".
وتطرق الكيلاني الى العلاقة الاسلامية المسيحية التي بدأت عندما استقبل النجاشي ملك الحبشة وفد الصحابة المهاجرين اليه من المسلمين زمن الرسول الاعظم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم ، وقال ان النجاشي اكرم الوفد ووفر لهم الحماية بعد ان قرأ الصحابي الجليل جعفر بن ابي طالب الخطاب الديني المتضمن القواسم المشتركة للأديان السماوية والمبنية على عبادة الله والهدى وفضائل الاخلاق ومحاربة الجهل والتخلف ,والايمان بان عيسى عليه افضل الصلاة والسلام روح الله وكلمته القاها الى السيدة مريم البتول.
وقال الدكتور محمود السرطاوي أن الأردن من طليعة الدول التي تقوم بدور وفاعل وتنويري على المستوى العالمي لتخطي النزعات السلبية بين الاديان وترسيخ دعائم العيش المشترك في مناخات من التعددية واحترام الحرية المسؤولة لتكريس مفهوم المواطنة لتكون اساسا للتقدم والمنعة والازدهار .
واضاف أن من اعظم صور القيم في مجتمعنا الاردني التكافل بين اتباع الديانات والهم والمصير المشترك مشيرا الى ان التنوع يثري الحضارة الانسانية وان لا عداء لنا مع الديانة اليهودية وان عداءنا مع الصهاينة المحتلين لفلسطين الذين يمارسون الظلم والتعدي على الحياة الانسانية والمقدسات الاسلامية والمسيحية.
وزاد السرطاوي انه يسجل لكلية الشريعة في الجامعة الاردنية التي تقود تعليم رسالة الاسلام السمحة دورها الرائد في اطلاق المبادرات التي تدفع بقوة لتمتين أواصر التلاحم الاسلامي المسيحي، مشيرا الى انها عرضت من خلال علمائها الاجلاء توضيح مضامين رسالة عمان وكلمة سواء واسبوع الوئام بهدف ابراز العلاقة التاريخية بين المسلمين والمسيحيين في الاردن.
وتحدث في الندوة الاب محمد جورج شرايحة حيث اشار الى ان القرآن الكريم كرم النبي عيسى والسيدة العذراء مريم عليهما افضل الصلاة والسلام ورفع من مكانتيهما ومنزلتيهما عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء.
واكد اهمية التلاحم والتماسك بين ابناء الشعب الاردني الواحد والفهم المشترك لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة ودعم ومساندة جهود جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين.
ولفت شرايحة الى ان المسلمين والمسيحيين يتقاسمون لقمة العيش في هذا الوطن وان العلاقة الحميمة التي تربطهم وتجمعهم كفيلة بتقوية النسيج الوطني لجميع الاردنيين، الامر الذي يؤدي الى احترام تنوع اتجاهاتهم واصولهم وعقائدهم الساعية الى تقوى الله والتآلف بين ابناء المجتمع الاردني.
والقت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتورة ماجدة عمر كلمة قالت فيها "ان العلاقات الاسلامية المسيحية قديمة قدم التراث الاسلامي نفسه وهي ليست مجرد علاقة تكيفٍ وعيش مشترك بل إنها علاقة صداقةٍ واحترام وقبول متبادلين".
واضافت انه لا يتحقق التسامح وقبول الآخر إلا بالحوار والتواصل، حيث إن اقامة الحوار المعمق وايجاد فضاءات للنقد البناء والفكر المستقل يؤديان الى تحقيق الوئام والعيش المشترك في المجتمع مهما اختلفت مكوناته الدينية او العرقية او الثقافية.
وفي مداخلة له أكد بدران اننا بحاجة ماسة الى تنظيم مثل هذه النشاطات الثقافية والفكرية لحماية الشباب وحفزهم على مواجهة الفتن التي تنتشر في العالم العربي ومنها على اساس ديني والتعددية المذهبية .
واشار الى الاخطار التي تتعرض لها القضية الفلسطينية ودول سوريا والعراق واليمن في المرحلة الراهنة على اهمية وحدتنا الوطنية لمواجهة الافكار المتطرفة التي تسعى الى فرقة العرب على اساس ديني ومذهبي .
واعرب عن تقديره وامتنانه لكلية الشريعة والمعهد الملكي للدراسات الدينية على التعاون في اقامة هذه الندوة لافتا الى اهمية ودور الكلية لتوحيد الامة وتصديها لمخططات الاستيلاء على الاماكن المقدسة في فلسطين من قبل اليمين الصهيوني المتطرف الذي يتطلع لهضم حقوق الشعب الفلسطيني .
وحضر الندوة التي ادارها الدكتور محمد خازر المجالي عدد من رجال الدين الاسلامي والمسيحي واعضاء هيئة التدريس وجمهور من طلبة الجامعة وجمع من المهتمين .(بترا)