العودة.. كلمة تخلط الاوراق
لا زالت فعاليات مسيرة العودة، تحديدا في غزة، تثبت قدرتها على الفعل النضالي السياسي بشكل خلاق وابداعي، فللاسبوع الثاني على التوالي تتواصل قوافل الشهداء التي تعيد الاولوية والاهتمام للقضية الفلسطينية عند الجميع.
غزة تحرج الجميع، تخلط الاوراق، تعلن ببساطة انها تمسك باستراتيجية احتجاجية سلمية ابداعية، تثبت ايضا من خلالها تمسكها بحقوق الفلسطينين ومقاومتهم.
افضل ما في الدرس الذي تقدمه غزة، انها رغم حصارها، وظروفها الصعبة، ورغم كونها الجزء الفلسطيني الاشد تألما اليوم، الا انها تنتج من كل ذلك فعلا مقاوما نضاليا محرجا لباقي الاجزاء ومحفزا للضفة كي تتحرك.
من الدروس ايضا، ان غزة استحدثت توظيف لفظ "العودة" على خير وجه، فهذه الكلمة تختصر كل المطالبات، تعلن ببساطتها ان القدس وكل فلسطين مطلب شرعي لهذا الشعب الجبار والمظلوم.
كلمة "العودة" ترعب اسرائيل وترامب، تجعلهم يرتعدون خوفا من امنيات الجحافل الفلسطينية الشابة التي لن تنسى حقوقها ولم تغيرها مشروعات دايتون ولا لغة الخوف والقنص.
نعم، ان الطريقة التي استحدثتها مسيرة العودة في توظيف مفاهيم الحقوق كانت عصية على الانكسار، كاشفة لكل محاولة لتصفية الحق القلسطيني، وهي اليوم تعلن ببساطة ان الفلسطيني قوي بضعفه، وقادر رغم عجزه الموهوم.
أرادوها في غزة مقاومةً شعبيةً سلمية، وأرادها الاحتلال الإسرائيلي دموية، ووقف العالم متفَرجا على هذه المجزرة، وعلى رأس هؤلاء ذَوي القُربى، فانفضحت القيم، واثبت الفلسطيني ان قضيته لا يمكن ان تختزل ضمن توازنات اقليمية او دولية.
نعم، والف نعم، اثبتت مسيرة العودة، بطريقتها ونتائجها، انها قادرة على خلط الاوراق، قادرة على كشف من هو المجرم ومن هي الضحية، قادرة على خلط اوراق التصفية بامتياز، واظن ان باقي فلسطين، واهل الشتات، مطالبون بالمؤازرة، حتى تكتمل الصورة، ونثبت انه "لا يموت حق وراءه مطالب".
قادم الايام، واعد، واعتقد جازما، ان اسرائيل اكثر قلقا واضطرابا تجاه ما ستحمله الايام القادمة من تصعيد فلسطيني سلمي، ولأجل ذلك اتمنى ان تقول بعض الضفة او كلها كلمتها.
السبيل - الأحد 8/4/2018