الصهاينة في مواجهة العقول الفلسطينية

المعركة بيننا وبين الكيان الصهيوني مفتوحة على كافة الجبهات، وفي مختلف الميادين ويستهدف العدو دوما العقول والأدمغة الفلسطينية في كل مكان؛ بل إن هناك لجان في الموساد الصهيوني تتركز مهمتها في متابعة العلماء والخبراء الفلسطينيين والعرب وقتلهم ونفذ الموساد الصهيوني المئات من عمليات الاغتيال بحق العقول الفلسطينية والعربية خاصة العلماء العراقيين حيث يعمل الموساد من خلال شبكة عملائه في العالم على متابعة العلماء والخبراء الفلسطينيين وترصد وجودهم وتنفيذ عمليات اغتيال بحقهم .
قبل يومين فجعنا بعملية اغتيال جبانة نفذها الموساد الصهيوني بحق الدكتور العالم في مجال الطاقة الكهربائية فادي البطش؛ هذا الشهيد من الرجال الذين أبدعوا في دراستهم وفي البحث العلمي في مجال الطاقة، وله سجل حافل بالاختراعات والأبحاث العلمية، بل ترأس الشهيد البطش عددا من المؤتمرات العلمية؛ ونفذت عملية اغتياله قبل سفره لمؤتمر علمي دولي في تركيا في مجال الطاقة الكهربائية.
والشهيد البطش سيرة ومسيرة علمية ثرية حيث قدّم(18 ) بحثاً علمياً محكماً وقد حصل على جائزة رئيس الوزراء الماليزي للأبحاث العلمية (الخزانة الماليزية)، وكانت دراسته لها إسهامات كبيرة في مجال التطور الإلكتروني الكهربائي حتى أنه قدم انجازات علمية ملموسة في ماليزيا ويعتبر من خبراء الطاقة الكهربائية لديهم.
إن عملية اغتيال الدكتور البطش كان لها صدىً واسعاً عند الصهاينة، حيث تحدثت صحيفة ( إسرائيل اليوم ) العبرية عن الدور البارز للشهيد في تطوير الطائرات المسيرة لكتائب القسام، ووصفته بالعالم الكبير والموهوب في مجال هندسة الطيران؛ فيما شبهت الصحيفة العبرية حادثة الاغتيال بعمليات سابقة مثل عملية اغتيال مهندس الطائرات التونسي محمد الزواري وخطف مهندس الصواريخ ضرار السيسي في أوكرانيا؛ أما القناة العبرية الثانية قالت إن فادي البطش مهندس الطاقة البديلة وهو خبير في تصنيع طائرات بدون طيار؛ فيما شبهت صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) العملية باغتيال القائد في حركة حماس محمود المبحوح في الإمارات، و أورد موقع القناة العبرية العاشرة إن عملية الاغتيال حدثت باحترافية عالية جدا، والمنفذون تعقبوه زمناً طويلاً، علموا بالضبط عمن يبحثون وفاجئوه خارج المسجد الذي يصلي فيه قبل أدائه لصلاة الفجر.
إن العدو الصهيوني يعتبر العلماء والمفكرين وأصحاب الكفاءات العلمية يشكلون خطرا كبيرا على وجود الكيان واستمراره ، فمنذ نشأت الكيان عام 1948م وهو يعمل على قتل واستهداف المفكرين ورجال العلم والمثقفين وذلك لدورهم البارز في المعركة مع الاحتلال الصهيوني.
و تعمل (إسرائيل ) على مواجهة ومحاربة أي تقدم علمي عربي، وتلاحق باستمرار العلماء والخبراء الفلسطينيين والعرب؛ ومنذ بداية هذا العام اغتال الموساد الصهيوني عدد من العلماء والنوابغ العرب، ففي الثامن والعشرين من يناير اغتيل في فرنسا الطالب اللبناني هشام سليم مراد طالب لبناني تخصص فيزياء نووية، وفي الخامس والعشرين من فبراير تم اغتيال الطالب اللبناني حسن علي خير الدين، طالب لبناني في كندا بعدد إعداده أطروحة الدكتوراه حول سيطرة اليهود على الاقتصاد العالمي، وقد تم تهديده قبلها إن استمر في بحثه حول اليهود، وفي أواخر شهر مارس الماضي وجدت المهندسة إيمان حسام الرزه وهي نابغة فلسطينية ومستشارة في الكيمياء- وجدت جثه هامدة قد ابتزها ضابط مخابرات إسرائيلي قبل مقتلها بفترة وجيزة.
إن أجهزة الموساد الصهيوني تعمل ليل نهار في متابعة العقول الفلسطينية والبحث عن الخبراء في الفيزياء والكيمياء والطاقة وذلك لخطرهم الكبير على الكيان الصهيوني، ولتأثيرهم على المدى البعيد على قدرات الكيان العسكرية والعمل على تدمير وشل هذه القدرات .
إن أكثر من يخشاه الكيان وما يمثل خطرا عليه هذه العقول، وهذه الخبرات التي تعمل ليل نهار من أجل تدمير الكيان الصهيوني وشل قدراته العسكرية في أي مواجهة قادمة؛ لذلك فإن الكيان يتابع أي تطور أو تقدم في قدرات المقاومة الفلسطينية بل يبحث في ماذا تفكر العقول الفلسطينية، وكيفية حسم المعركة مع الأدمغة والعمل على شل القدرات العقلية لدى الفلسطينيين ..
يدرك الكيان الصهيوني أن العقل الفلسطيني من أصعب العقول العربية، بل إن الفلسطينيون من أكثر الشعوب العربي علما وفكرا وثقافة وقد تميزوا وبرعوا في الكثير من المجالات العلمية؛ فعلى مدار سبعين عاما من الاحتلال لأرض فلسطيني لم يستطع العدو الصهيوني مجابهة الفلسطينيين فكريا وعلميا والإضعاف من عزيمتهم وارداتهم في مقاومة الاحتلال التسليم بالأمر الواقع .
إن الصراع مع العدو الصهيوني مفتوحا على مصراعيه، وهو يستهدف في الدرجة الأولى تصفية العقول والأدمغة الفلسطينية، وملاحقة الخبراء وذوي الكفاءات العالية، وسجل الاغتيالات الصهيوني مليء بتصفية العلماء والخبراء الفلسطينيين والعرب، لذلك علينا مواجهة العدو الصهيوني بالمثل والعمل على استهداف العقول في الكيان وذوي الكفاءات الصهاينة وفي المقابل حماية أبنائنا العلماء والمفكرين في الخارج والحفاظ عليهم فهم وقود المعركة والجنود المجهولين.
إلى الملتقى ،،