الصحراوي جريمة وطنية
كارثة حقيقية تلك التي شهدها الطريق الصحراوي أمس الأول، فعائلة كاملة ذهبت ضحية حادث سير لا يشكّ أحد في أنّ المتسبب به ذلك الطريق الشؤم الذي بات الشغل الشاغل لكلّ الأردنيين.
ولا أجد كلاماً للتعبير عن مشاعري أكثر من اعادة نشر مقالتي في هذه الزاوية قبل سنة: “لم يعد الطريق الصحراوي يثير الغضب والأسى لسبب حجم الإزعاج الذي يسببه لملايين الأردنيين فحسب، بل أصبح المتسبب الأوّل لفتح بيوت العزاء في مختلف المناطق الأردنية، وبات السكوت عليه مشاركة ضمنية في عمليات القتل الجماعية.
وفي حقيقة الأمر، فإنّ الصحافة لم تقصّر في النشر منذ سنوات ولكن المسؤولين كانوا يقابلون الأمر إمّا بالتبرير أنّ المشكلة نتيجة تقصير سابق، وأنّه ليس هناك أموال، أو بالوعد بالدراسة السريعة والحلّ القريب.
وصحيح أنّه لا يمكن لطريق دولية معبّدة على مدى مئات الكيلومترات أن تخرب بين ليلة وضحاها، أو بين شهر وآخر، أو حتى بين سنة وأخرى، بل يتطلب سنوات وسنوات، وهذه مأساة، ولكن الصحيح أيضاً أنّنا وصلنا إلى هذه النقطة الكارثية التي لا يمكن وصفها إلاّ بالجريمة الوطنية.
وصحيح أنّ الأردنيين يقابلون الأمر بالسخرية أحياناً، مثل ما توزّع على شبكات التواصل الاجتماعي من تساؤلات: كيف للأردن أن يشارك في إعادة إعمار العراق وسوريا وغزة وهو لا يستطيع إصلاح طريق دولية على أراضيه، ولكنّ الصحيح أيضاً أنّ المواطنين وصلوا إلى درجة من الغضب لن تنفع معها الوعود، وربّما سيبدأون قريباً بالدعوة إلى المحاسبة.
السبيل - الاثنين 22/4/2018