الخائفون من ظلالهم !!
تعترف الكاتبة يائيل ديان عضو الكنيست وابنة الجنرال موشي ديان انها كانت في صباها تتدرب على اصابة اهداف اهمها مجسم لرجل عربي يرتدي الكوفية والعقال، وكان الجنرال الذي طالما تخفى وراء قناع القرصان يقول لها ان اصابتها للهدف تكون ادق عندما يكون تجسيدا لأي رمز عربي.
وشاركت يائيل في عدوان عام 1956 على مصر واصدرت كتابا يتضمن مذكراتها، لكنها اكتشفت بعد ذلك ان التربية العسكرية الاسبارطية على طريقة الكيبوتس قد تكون ذات مردود سلبي، وكتبت رواية بعنوان طوبى للخائفين، قالت فيها ان الالحاح التربوي في اسرائيل على عدم الخوف خلق لدى جيلها ما يمكن تسميته فوبيا الخوف بحيث اصبح الاسرائيلي يخاف من ان يخاف، وتلك هي ذروة الخوف!
والارجح ان من يُعهد اليهم من الاسرائيليين باغتيال شخصيات عربية ومنهم بالطبع فلسطينيون من ذوي الكفاءات العالية تم تدريبهم على اهداف عربية وليس بالضرورة ان يكون الهدف مجسما على رأسه عقال، ويكفي ان يكون عربيا!
ومنذ بدأت اسرائيل تمارس هذه الحرب القذرة وتلاحق العلماء والفاعلين سياسيا وثقافيا عبر القارات كلّها، كان لديها اعتقاد بأن هذا سيؤدي الى افراغ العالم العربي من العقول، وبالتالي يكرس التخلف ويحول دون اي تطوير.
لكن ما حدث كان عكس ذلك، فما ان يستشهد مناضل او مثقف حتى تكون قيامته عاجلة، لأن هؤلاء افكار وليس مجرد اجساد ويتحولون الى شحنة وطنية تتوارثها الاجيال.
والاغتيال من صميم استراتيجية صهيونية بدأت مبكرا وبعد الثورة الفرنسية لمقاومة اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها، ولم يسلم حتى اليهود انفسهم من هذه الاستراتيجية القذرة، من ابراهام ليون حتى اسحق رابين!
الدستور - الثلاثاء 24/4/2018