"امتحان تقييم الصف الثالث" والمصداقية
خضع اكثر من 165 الف طالب وطالبة في الصف الثالث الاساسي لاختبار تقييم في مبحثي اللغة العربية والرياضيات، وبحسب وزارة التربية فإن الاختبار جاء للوقوف على مدى تمكن الطلبة من المهارات القرائية والحسابية لهذه المرحلة، وبالتالي يمكن بعدها اتخاذ اجراءات لمعالجة الخلل.
كل ذلك جيد، فكلنا يذكر انه في مرحلة قيادة الوزير محمد الذنيبات للتربية والتعليم، اعلن شخصيا، ان هناك امية في هذه المرحلة بلغت نسبة 22%، لذلك كان لابد من اجراء لفحص الامر واتخاذ التدابير اللازمة.
اذا نحن جميعا مع اختبار تشخيصي وطني يقيس هذه المهارات ويقرر حجم الخلل، ومن ثم، توضع الخطط والاجراءات لانقاذ هذه الفئة الهامة من براثن الامية والجهل.
لكن ممارسات الميدان – للاسف – تسير بخلاف ما يريد تحقيقه الامتحان من اهداف، فالمدارس ( الخاصة منها تحديدا ) لا تنظر للامتحان من زاوية التشخيص، بقدر نظرها له على انه اختبار لأدائها يجب عليها ان تنجح فيه بأي طريقة كانت.
من هنا، لاحظنا، ان المدارس، قامت بتوزيع اوراق عمل على الطلبة، تشبه اسئلة الامتحان، بمعنى "تسريب موارب"، ففقد بعد ذلك الامتحان قيمته واهدافه، لأن الامهات انهمكن بتدريسه للابناء.
كنت اتمنى ان يكون الامتحان مفاجئا، لا يعلن عنه، ويمكن هنا ان تنتقى له بعض المدارس كعينة ممثلة، وبالتالي سيكون اصدق في قدرته على التعبير عن مهارات الطلبة ومكامن قوتهم وضعفهم.
مرة اخرى، هناك خلل عام في نظامنا التربوي، يحتاج الى حكمة وعمق اكبر من الاداء الشكلي الذي نراه، فقد انشغلنا بالتوجيهي، وتركنا مراحل اهم خلف ظهورنا.
ادعو وزير التربية والتعليم، الدكتور عمر الرزاز، إلى مراجعة امتحان التقييم للصفوف الثلاثة الاولى مدانيا، فالملاحظات ترديه ارضا ويحتاج الى وقفات اخرى.
السبيل - الاثنين 7/5/2018