هواجس الأردنيين تتعاظم
لا يمر يوم إلا وتتعاظم مخاوف الاردنيين على مستقبلهم، تلك حقيقة لا يمكن انكارها، وقد عبر عن هذه الهواجس ثلثا الرأي العام الأردني في استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية الأخير.
الناس لا تثق بالحكومة، لا يؤمنون بروايتها الاقتصادية، وكل ما ينتظروه منها، لا يخرج عن آمال ان لا تتخذ الحكومة مزيداً من القرارات الاقتصادية للتنكيل بهم.
قانون ضريبة جديد، وحجج واهية للدفاع عنه، وحقيقة يراد بها باطل، تتحدث حول ان الاردنيين، معظمهم، 95% من مجموعهم، لا يدفعون ضريبة دخل.
ونتساءل: هل هناك دخول لتأخذوا عنها ضريبة، ونشدد في السؤال عن واردات الموازنة البالغة 8 مليارات، هل تأتون بها من شعوب الهولولو، ام من الاردنيين على شكل ضرائب غير مباشرة.
هناك ازمة ثقة عميقة بين الناس والحكومة، راقبوا مثلا قضية مجمع جبر، وغياب الحكومة، وتركها الحبل على الغارب، فهل بعد ذلك شك بحجم الهواجس التي ستتراكم حول اسئلة المستقبل.
الزميل محمد ابو رمان بمقالته امس، اشار الى قناعة عند المواطنين بأن الحكومة لا تملك شخصية سياسية، وهذا صحيح، واعتبره مأزقاً غير صحي، فمن الازمة ان لا يرى الناس هيئة ديرهم لها صفة سياسية.
لكن الأسوأ، بالاضافة لذلك السياسي الغائب عن الدوار الرابع، ان يرى الناس حكومتهم بصورة الجابي الراغب باستهدافهم على الطالعة والنازلة، هنا، وهنا اكثر، تتعاظم المخاوف والهواجس.
نريد من يتحدث الينا في الحكومة، بلغتنا، بتفاصيلنا، الكل يدير الظهر للناس، يتروكننا لهواجس تستبد بنا، ولخواطر ترحل بعيدا في الالم، لماذا لا يتحدثون، ربما لا يملكون حجة اومهارة للحديث، او انهم لا يملكون الا الالم.
السبيل - الثلاثاء 8/5/2018