ما تبقى من مناعة !!
والارجح ان هناك تقصيرا في ثقافة الوقاية ادى الى غياب التلقيح بأمصال الوعي وما يجري الان في هذا الواقع العربي بلغ حد الوباء، وهناك اكثر من ثلاثة ارباع هذا العالم جدير باعلانه مناطق منكوبة، فالاعاصير التي تعصف بالمباني والاشجار قد تكون ارحم من عواصف التاريخ التي تؤدي الى تجريف الوعي ونزع الفاعلية وبالتالي افقاد الانسان آخر خلية ممانعة في دمه!.
والعلاقة بين الكائن ومحيطه ومجمل المؤثرات في حياته جدلية تتجاوز ثنائية الفاعل والمفعول به، واحيانا تكون التحديات مهما بلغت من القوة بمثابة اختبار لمنسوب الاستجابة، وفي ضوء هذا المفهوم قرأ واحد من ابرز مؤرخي عصرنا هو ارنولد توينبي الماضي البشري كله.
والحمية او الوقاية الان ليست فرارا او هروبا من المواجهة، لأن ما يحدث هو تحويل الاستثناءات الى قواعد، وعلينا ان نشرب من نهر الخنوع لا الجنون هذه المرة كي نعيش بالخبز وحده ! ومن يراهن على ان تراكم الشقاء يؤدي بالضرورة الى التغيير يخطىء مرتين، مرة لعزله الظواهر في التاريخ عن وعي البشر بها، ومرة لأنه يفترض بأن استجابات البشر للتحديات متماثلة، رغم ان هناك كائنات تذبح وتسلخ كالشاة وهي آخر من يعلم، لهذا لا يوجد في كتب التاريخ حراكات او ثورات للخراف.
ان مشروعية الحجر على المصابين ومشروعية الحمية للوقاية يفرضها واقع تخطى كل خيال!!
الدستور - الاثنين 28/5/2018