39% من الأردنيين يرون ان الوضع الاقتصادي في الأردن سئ
المدينة نيوز :- كشف استطلاع "المؤشر العربي 2017 / 2018" أن 33 بالمئة من مواطني المنطقة العربية يرون أن أولوياتهم "اقتصادية"، بينما أفاد 10 بالمئة بأن أولوياتهم مرتبطة بقضايا متعلقة بالأمن والأمان والاستقرار السياسي.
وأشار الاستطلاع، الذي أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وأعلن نتائجه المدير التنفيذي للمركز الدكتور محمد المصري في مؤتمر صحفي عُقد بمركز الدراسات الاستراتيجية - الجامعة الأردنية، إلى "أن 64 بالمئة يرون أنّ مستوى الأمان في بلدانهم جيّد، مقابل 35 بالمئة قالوا إنه سيء، فيما وصف 39 بالمئة الوضع الاقتصادي لبلدانهم بأنه "جيّد (الأردن 23 بالمئة)، مقابل 59 بالمئة قيّموا الوضع الاقتصادي لبلدانهم بأنه سيء (الأردن 39 بالمئة)".
وأوضح أن 26 بالمئة من مواطني المنطقة العربية يرغبون في الهجرة (الأردن 35 بالمئة)، مشيرًا إلى أن 89 بالمئة من الأردنيين الراغبين بالهجرة أشاروا إلى أسباب اقتصادية.
وأكدت النتائج أنّ الرأي العامّ متوافق بنسبة 90 بالمئة على أن سياسات إسرائيل تهدّد أمن المنطقة العربية واستقرارها، و84 بالمئة قالوا إن السياسات الأميركية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها، فيما رفض 87 بالمئة أن تعترف بلدانهم بإسرائيل (الأردن 94 بالمئة).
وقال المصري إنه وحسب الاستطلاع "90 بالمئة من مواطني المنطقة العربية لديهم محتوى وفهم لمفهوم الديمقراطية، وهي نسبة مرتفعة جدًا"، مضيفًا إن "71 بالمئة من الأردنيين يستطيعون انتقاد الحكومة بكل حرية".
وذكر "أن 12 بالمئة غير منتمين لأحزاب سياسية، فيما بلغت نسبة الأردنيين المنتمين إلى أحزاب سياسية 1 بالمئة" .
وأوضح المصري أن التحديات التي تواجه مواطني المنطقة العربية تتمثل بأن المواطنين "غير مهتمين بالقضايا السياسية في الوطن العربي وبنسبة 72 بالمئة (الأردن 69 بالمئة)، والثقة في الانتخابات النيابية حيث بلغت النسبة 49 بالمئة (الأردن 31 بالمئة)، والثقة بالأحزاب السياسية متدنية إذ بلغت 5 بالمئة، مقابل 70 بالمئة ليس لديهم ثقة، فيما بلغت نسبة الأردنيين الذين يثقون بالأحزاب 2 بالمئة.
وأكد أنه هناك "لا مبالاة سياسية في الوطن العربي".
وكان مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور موسى شتيوي قال إن هناك اهتماما عالميا وعربيا بمثل هذا الدراسات، كونها تعطي فرصة للتعرف على أفكار واتجاهات وسلوكيات العالم العربي في قضايا مهمة ورئيسة.
لكنه أضاف أن الاهتمام بهذا النوع من الدراسات من صناع القرار "ليس بالقدر الكافي، ناهيك عن استخدام الباحثين لمثل هذه الدراسات دون المستوى المطلوب"، داعيًا إلى توجيه الباحثين لمثل هذه الدراسات.
وأوضح شتيوي لقد تبين من نتائج هذه الاستطلاع "أن الموقف تاريخي من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، لكن الجديد هو وجود كتلة كبيرة تنظر بسلبية إلى إيران بسبب سياساتها في المنطقة، في حين أن هناك انقساما بشأن سياسات تركيا في المنطقة العربية فالبعض ينظر إليها بشكل سلبي والبعض بشكل إيجابي".
وفيما يتعلق بالديمقراطية، قال شتيوي إن المجتمعات العربية تنزع نحو الديمقراطية ولكن للأسف "لا يوجد أحزاب ولا برلمانات تعزز هذا الطرح، فهناك تراجع مذهل للمشاركة السياسية ما قد يترتب عليه نتائج سلبية".
يذكر أن "المؤشّر العربي" هو استطلاعٌ سنويّ ينفّذه المركز العربي في البلدان العربية التي يُتاح فيها تنفيذ الاستطلاع، وتتوافر فيها الأطر الإحصائية العامة لسحب العيّنات الممثّلة لمجتمعاتها؛ بهدف الوقوف على اتجاهات الرأي العامّ العربي نحو مجموعةٍ من المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية؛ بما في ذلك اتجاهات الرأي العامّ نحو قضايا الديمقراطية، وقيم المواطنة والمساواة، والمشاركة المدنية والسياسية.
ونُفّذ الاستطلاع خلال الفترة الواقعة بين كانون الأول 2017 ونيسان الماضي في 11 بلدًا عربيًا، على عيّنة بلغ عددها الكلّي 18830 مستجيبًا ومستجيبة.
والبلدان التي نُفذ فيه الاستطلاع، الذي استغرق أكثر من 45 ألف ساعة، وشارك في تنفيذه 865 شخصًا، وقطع الباحثون الميدانيون ما مجموعه أكثر من 700 ألف كيلومترٍ، هي بالإضافة إلى الأردن، السعودية، الكويت، العراق، فلسطين، لبنان، مصر، السودان، تونس، المغرب، وموريتانيا.
أما المصادر التي يعتمد عليها المواطن العربي لمتابعة الأخبار السياسية، فذكرت النتائج أن الرأي العامّ العربيّ منقسم على صعيد اهتمامه بالشؤون السياسيّة في بلدانه، إلا أن الاهتمام بالشؤون السياسية في تراجع مقارنة بالاستطلاعات السابقة.
وتعتمد أكثريّة المواطنين في المنطقة العربيّة على القنوات التلفزيونيّة في متابعة الأخبار السياسيّة (57 بالمئة)، ثم على شبكة الإنترنت (22 بالمئة)، وحلّ في المرتبة الثالثة الراديو بنسبة 8 بالمئة، ثم الصحف اليومية بنسبة 5 بالمئة. في حين سجل الاعتماد على الإنترنت لمتابعة الأخبار السياسية أعلى نسبة منذ عام 2011، وأقل نسبة اعتماد على القنوات التلفزيونية.
يلاحظ أن اعتماد المواطنين على شبكات الإنترنت للحصول على أخبار سياسية في ازدياد سنة بعد أخرى.
وأظهر الاستطلاع أن نسب الانضمام إلى منظّمات مدنيّة وأهلية طوعيّة هي نسبٌ منخفضة في المنطقة العربيّة، ولا تتجاوز 16 بالمئة، وتصبح النسب أقل من ذلك، إذا أخذنا في الاعتبار مدى مشاركة المستجيبين في الهيئات التي أفادوا بأنهم منتسبون إليها.
وأوضح أن أكثريّة مواطني المنطقة العربيّة (52 بالمئة) غير منتسبة إلى أحزابٍ سياسيّة، ولا يوجد حزبٌ سياسيّ يمثّلها، لافتا إلى أنه وعلى الرغم من أن المواطنين في المنطقة العربية يؤيدون النظام الديمقراطي ضمن إطار فهم ذي محتوى لماهية الديمقراطية، فإن مشاركتهم السياسية والمدنية محدودة.
وعكست النتائج تناقض الاهتمام بمتابعة الشؤون السياسية في بلدانهم؛ إذ انخفضت نسبة المهتمين لتصل إلى 31 بالمئة، مقابل ارتفاع نسبة غير المهتمين لتصل إلى 69 بالمئة.
وانقسم الرأي العام العربي نحو نيته المشاركة في الانتخابات القادمة، وأصبحت نسبة الذين أفادوا بعدم رغبتهم بالمشاركة في الانتخابات (46 بالمئة).
وقال الاستطلاع إن الثقة بالأحزاب السياسية محدودة وتتراجع عبر السنوات، ورغم أن الرأي العام العربي يؤيد الديمقراطية ويفضلها ويقيم مستوى الديمقراطية في البلدان العربية تقييمًا غير إيجابي؛ فمن الواضح أن العزوف عن الانخراط السياسي أو "اللامبالاة السياسية" هو السائد.
وأفاد 31 بالمئة من المستجيبين أنّهم لا يستخدمون الإنترنت، مقابل 68 بالمئة قالوا إنّهم يستخدمون الإنترنت بتفاوت. وذكر 82 بالمئة من مستخدمي الإنترنت بأن لديهم حسابا على "فيسبوك"، و26 بالمئة لديهم حساب على "تويتر"، و39 بالمئة لديهم حساب على "انستغرام"، و27 بالمئة لديهم حساب على "سناب شات".
وأظهرت النتائج أن 72 بالمئة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يقومون باستخدامها أيضًا للحصول على أخبار ومعلومات سياسية، و34 بالمئة يستخدمونها يوميًا أكثر من مرة، و57 بالمئة يستخدمونها للتعبير عن آرائهم في أحداث سياسية، و21 بالمئة يستخدمونها يوميًا أو عدة مرات في اليوم، و51 بالمئة يستخدمونها للتفاعل مع قضايا سياسية، و19 بالمئة يستخدمونها يوميًا أو عدة مرات في اليوم.
وحسب الاستطلاع، ينقسم مواطنو المنطقة العربيّة إلى ثلاث كتل، أفادت أكبرها أنّها متديّنة إلى حدٍ ما (65 بالمئة)، مقابل 21 بالمئة من المستجيبين أفادوا أنهم متديّنون جدًّا، و11 بالمئة قالوا إنهم غير متديّنين.
وأغلبيّة الرأي العامّ ترفض أن يؤثّر رجال/ شيوخ الدين في قرارات الحكومة أو في كيفية تصويت الناخبين، كما أنّ الأكثريّة ترفض أن تقوم الدولة باستخدام الدين للحصول على تأييد الناس لسياساتها، وترفض أيضًا أن يستخدم المرشَّحون في الانتخابات الدينَ من أجل كسب أصوات الناخبين.
وذكر الاستطلاع أنّ الرأي العامّ في المنطقة العربيّة منقسمٌ في مسألة فصلِ الدين عن السياسة، مع انحياز الأكثرية إلى فصل الدين عن السياسة؛ إذ أفاد ذلك 52 بالمئة، مقابل معارضة 42 بالمئة.
ويرى 77 بالمئة من الرأي العامّ العربيّ أنّ شعوب المنطقة تشكل أمّةً واحدة، وإنْ تمايزت الشعوب بعضها عن بعض، مقابل 19 بالمئة يعتقدون أنّها تمثِّل أممًا وشعوبًا مختلفة وبينها روابط ضعيفة.
وحسب النتائج، يوافق 67 بالمئة من الرأي العامّ العربيّ على أنّ إسرائيل والولايات المتّحدة الأميركية مجتمعتين هما الدولتان الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربيّ، فيما جاءت في المرتبة الثالثة إيران بنسبة 10 بالمئة.
ويشير الاستطلاع إلى توافق 87 بالمئة من الرأي العام على أن سياسات الولايات المتحدة هي سيئة أو سيئة جدًا تجاه فلسطين، و81 بالمئة تجاه سورية، و82 بالمئة تجاه العراق. وتوافق نحو ثلثي الرأي العام على أن السياسات الروسية نحو فلسطين وسورية والعراق واليمن وليبيا سيئة أو سيئة جدًا، بينما وصف ثلثا الرأي العام السياسات الإيرانية تجاه العراق وسورية واليمن وليبيا وفلسطين بأنها سيئة، في حين وصفت أغلبية الرأي العام (57 بالمئة - 59 بالمئة) السياسات الفرنسية نحو فلسطين وسورية والعراق واليمن وليبيا بالسلبية.
وانقسم الرأي العام بشأن تقييم السياسات التركية نحو سورية والعراق بين من يراها سيئة (41 بالمئة، 42 بالمئة) ومن يراها جيدة (41 بالمئة، و43 بالمئة على التوالي)، وكذلك انقسم في تقييم سياسات تركيا نحو اليمن وليبيا. في حين قيم 53 بالمئة من المستجيبين لسياسات تركيا نحو فلسطين بالإيجابية، مقابل 35 بالمئة قيموها بالسلبية.
وأظهرت النتائج أنّ الرأي العامّ متوافق بما يقارب الإجماع وبنسبة 90 بالمئة على أن سياسات إسرائيل تهدّد أمن المنطقة العربية واستقرارها، كما توافق 84 بالمئة على أن السياسات الأميركية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها.
وعبّر 66 بالمئة من المستجيبين عن اعتقادهم بأن السياسات الإيرانية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها، بينما كانت النسبة 57 بالمئة فيما يتعلق بالسياسات الروسية، و45 بالمئة بالنسبة إلى السياسات الفرنسية.
وأفاد الاستطلاع بأن الرأي العامّ العربيّ شبه متوافق (77 بالمئة) على أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة جميع العرب، وليست قضيّة الفلسطينيين وحدَهم.
ورفض 87 بالمئة من المستجيبين أن تعترف بلدانهم بإسرائيل، مقابل 8 بالمئة من المستجيبين أفادوا أنهم يقبلون اعتراف بلدانهم بإسرائيل، فيما اشترط نصف الذين وافقوا على أن تعترف بلدانهم بإسرائيل إن تم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وأوضحت نتائج الاستطلاع بأن الرأي العامّ العربي غير متوافق على إجراءٍ واحدٍ لمحاربة الإرهاب والقضاء على "داعش"؛ ذلك أنّ 18 بالمئة يرون تكثيف العمل العسكري ضد "داعش"، و17 بالمئة يرون وقف التدخل الأجنبي، و13 بالمئة يرون أنّ أهمّ إجراءٍ هو حل القضية الفلسطينية، ويرى 12 بالمئة أن أهم إجراء هو دعم الديمقراطية في المنطقة العربية، و9 بالمئة أفادوا بأنّ الإجراء الأهمّ هو حلّ المشكلات الاقتصادية، وأفاد 7 بالمئة بتنقيح الإسلام من الأفكار المتطرفة، و7 بالمئة بإيجاد حل للأزمة السورية بما يتناسب وتطلعات الشعب السوري.