اردنيون يتفنون بقضاء اوقات شهر رمضان الكريم
المدينة نيوز :– مهما اختلفت العادات والتقاليد بين شعوب الارض في شهر رمضان الكريم تبقى روح العبادة هي السمة الرئيسة لسكان الاردن، ولعل أهم ما يميز هذا البلد من بقية البلدان بشهر رمضان هو حرص الناس الشديد على تأدية فرض الصوم وصلاة التراويح على أكمل وجه ومراعاة حرمة رمضان بكل التصرفات والسلوكيات.
وهذا الأمر دفع بالاردنيين إلى التفنن في قضاء اوقات هذا الشهر الفضيل وطقوسه المتنوعة المحببة للكل، واستثمار هذه المناسبة للقيام بمختلف العبادات الدينية والأعمال الخيرية والإحسان علاوة على الأنشطة التسويقية المعتادة.
شهر رمضان مناسبة للفرح والتزاور وصلة الارحام، وهو موسم يجذب الاردنيين للتزاور والتصافي، فالحيوية تملأ المكان، والأسواق تعج بالمشترين والاطفال استقبالا وبهجة بقدوم العيد وحال السوق عبق بروائح العطور المنبعثة من المحلات.
رمضان هنا يعني تحول هذا البلد إلى "خلية نحل" نشطة وفاعلة ومُنتجة ومفيدة. وأكثر ما يميز الاردن أنها تستغل فرصة قدوم شهر الصوم كي تبدأ نشاطها التجاري، لتتحول الشوارع في عمان وباقي المدن إلى أجواء احتفالية تعج بالمارة والمتسوقين.
وتناغما مع هذه الاجواء تفتتح البازارات والمآدب الرمضانية منذ بداية الشهر الفضيل، فضلا عن الأسواق الشعبية (المنتوجات والخضار والفاكه والأطعمة) وتبدأ نشاطها في ساعات مبكرة عادة تلبية لاحتياجات الافراد.
اما المولات ومحلات الالبسة والاكسسورات والعطور فتبدأ نشاطها عادة بالساعة التاسعة مساء بعد الافطار مباشرة تهيئة لاستقبال المواطنين، وتشهد ازدحاما واقبالا شديدين من الزوار والمقيمين في عمان. ويُعتقد بأنها من أكبر الاسواق الرمضانية في الاردن على الإطلاق في العاصمة عمان، وتقع في عدة مناطق بجبل الحسين ووسط البلد.
ورغم أن هذه المنطقة لا تبعد سوى أمتار عن البرجين التوأم الشهيرين في وسط عمان إلا أنها عالم مختلف تماما، فمجرد دخولك إلى هذا المناطق شبه الشعبية تشعر بالاختلاف الكبير والتناقض بين الأحياء السابقة.
ويوفر بيئة مريحة للتجول والعيش في أجواء الشوارع البسيطة، فتجد هناك لافتات وإرشادات ومحلات فخمة ومكيفة، مقابل مجموعة ممتدة من الأكشاك الصغيرة التي تعرض مختلف المنتوجات المحلية والأطعمة والمشروبات والتوابل والحلويات والأسماك وغيرها، ويصبح هذا المكان مزدحما جدا خلال الشهر الفضيل، إذ يتهافت المواطنون على شراء حوائجهم والبستهم وأطعمتهم من هذا المكان نظرا للأسعار الرخيصة وتنوع بضاعته.
ومن المؤكد أن الروحانية العالية تتأثر بالمكان والزمان، وفي الاردن أجواء مميزة للصلاة، إذ تمتلئ المساجد بالرجال والنساء والأطفال من مختلف الأعمار، والشعب الاردني حريص على صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك.
مسجد الملك عبدالله المؤسس في العبدلي من اكثر اماكن العبادة تجمهرا لتأدية العبادات لا سيما صلاة التراويج جماعة، وهو من أكبر المساجد في مدينة "عمان " التي تُعد بحد ذاتها نقطة جذب سياحية مهمة في الاردن.
ويمتاز هذا المسجد بمنارته وقبته المضيئة المنيرة ما يجعلها من اجمل منارات العالم الاسلامي، كما أن "قبته" الزرقاء المميزة يتم إضاءتها باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وهناك المسجد الحسيني التاريخي في وسط البلد ياخذك بناؤه الفريد الذي يعكس الفن الإسلامي مع التطور الحديث، والأناقة في التصميم والهدوء والسكينة التي تعم الأجواء الداخلية للمسجد، ومن أفضل المساجد في رمضان لتأدية صلاة التراويح، إذ تتنافس الأصوات الشجية في تلاوة القرآن على إمامة المصلين، ويتسنى لك فرصة سماع تلاوات قرآنية يخشع القلب والعقل لها.
ولهلال رمضان شكل آخر في الاردن، فقد تم إضاءة أشجار بيوت هذه المدينة العمانية بآلاف الأضواء ضمن تقنيات حديثة، كما تحوي أشكالا مختلفة يتم إضاءتها في منظر رائع يشعرك بقدسية شهر رمضان ورحانيته، وتنير القلب والروح.
كما تتشابه معظم محافظات ومدن الاردن بالاجواء الرمضانية والطقوس الدينية الواحدة.