استنشاق العنف
تم نشره الخميس 06 كانون الثّاني / يناير 2011 05:32 مساءً
![استنشاق العنف استنشاق العنف](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/67526.jpg)
خلود خريس
وجدت نفسي استنشق العنف بارادتي،مثلما يستنشق الكثيرون الدخان بسبب عيشهم او عملهم على مقربة من المدخنين،ومثل الذين يستنشوقن الضوضاء ،وقد يستغرب الكثيرون من هذه الحالة،لان البشر بطبيعتهم يهربون من العنف او يتحاشون عوالمه بكل ما تضم من اخطار وصعاب قد تصل درجة الحزن والاسى وربما ما هو اكثر واسوء من ذلك.
وكما يقول الشاعر ،الى حيث يهوى القلب تمشي بنا القدم،فانا اخترت واحة يراها الكثيرون مليئة بالاشواك واراها غير ذلك،ويعتقد الكثيرون انها تزخر بالالم والحزن،وانا استنشق عوالمها كل يوم بلا كلل ولا ملل،اذ اعيش ماسي الاخرين من النساء اللائي يتعرضن للعنف بمختلف انواعه،استمع الى القصص والتفاصيل الاليمة،واستنشق العنف وسط واحتي اليومية .
ليس غريبا ان تتحول احلام الانسان الى كوابيس،عندما يعيش اجواء الخوف والرعب والهلع،لكن الغريب ان تتحول ساعات ولحظات ودقائق المرء الى واحة تتبارى فيها الاصوات وتتقافزمعها القصص الكثيرة،لترسم نافذة لوجه اخر للحياة،واذا كانت الكثير من النساء قد قررن طي صفحاتهن الحزينة اليومية واستبدالها بحزن ابدي عميق،ورفضن الافصاح عن ما يجول بدواخلهن،مرة بسبب الخجل من الحال الذي يعشعش في حياتهن،واخرى لان القلب لا ينفتح لاي شخص وثالثة لان الياس من وجود حل لماساة تتدحرج كل يوم امامهن،فان اخريات قررن تحطيم الاسوار والخروج من القمقم المحاط بالاسيجة الكونكريتية،واطلقن صرخة هادئة على امل ان يكون الصدى مفتاح الحل لمعضلة كبيرة،وبالمقابل فان الصرخة لا يمكن اطلاقها بدون وجود واحة تفهم كل جوانحها،لهذا جعلت ايامي وساعاتي الجلوس في هذه الواحة،ولم اكن اتوقع سماع كل هذه الصرخات،والكثيرات من اصحاب الصرخات لم يتوقعن على الاطلاق ان تنفتح امامهن نافذة تحمل الصدى السائح في هذا العالم.
ما تعلمته من الصراخ الصامت والنحيب السري اكثر بكثير مما يتعلمه المرء في محطات حياته،وما اسعدت به من خلال استنشاقي للعنف قد يفوق سعادات الكثيرين ،وبين هذا الاستنشاق وذاك الالم افتح نوافذي في واحة الحياة الواسعة.
رئيسة جمعية نساء ضد العنف
وكما يقول الشاعر ،الى حيث يهوى القلب تمشي بنا القدم،فانا اخترت واحة يراها الكثيرون مليئة بالاشواك واراها غير ذلك،ويعتقد الكثيرون انها تزخر بالالم والحزن،وانا استنشق عوالمها كل يوم بلا كلل ولا ملل،اذ اعيش ماسي الاخرين من النساء اللائي يتعرضن للعنف بمختلف انواعه،استمع الى القصص والتفاصيل الاليمة،واستنشق العنف وسط واحتي اليومية .
ليس غريبا ان تتحول احلام الانسان الى كوابيس،عندما يعيش اجواء الخوف والرعب والهلع،لكن الغريب ان تتحول ساعات ولحظات ودقائق المرء الى واحة تتبارى فيها الاصوات وتتقافزمعها القصص الكثيرة،لترسم نافذة لوجه اخر للحياة،واذا كانت الكثير من النساء قد قررن طي صفحاتهن الحزينة اليومية واستبدالها بحزن ابدي عميق،ورفضن الافصاح عن ما يجول بدواخلهن،مرة بسبب الخجل من الحال الذي يعشعش في حياتهن،واخرى لان القلب لا ينفتح لاي شخص وثالثة لان الياس من وجود حل لماساة تتدحرج كل يوم امامهن،فان اخريات قررن تحطيم الاسوار والخروج من القمقم المحاط بالاسيجة الكونكريتية،واطلقن صرخة هادئة على امل ان يكون الصدى مفتاح الحل لمعضلة كبيرة،وبالمقابل فان الصرخة لا يمكن اطلاقها بدون وجود واحة تفهم كل جوانحها،لهذا جعلت ايامي وساعاتي الجلوس في هذه الواحة،ولم اكن اتوقع سماع كل هذه الصرخات،والكثيرات من اصحاب الصرخات لم يتوقعن على الاطلاق ان تنفتح امامهن نافذة تحمل الصدى السائح في هذا العالم.
ما تعلمته من الصراخ الصامت والنحيب السري اكثر بكثير مما يتعلمه المرء في محطات حياته،وما اسعدت به من خلال استنشاقي للعنف قد يفوق سعادات الكثيرين ،وبين هذا الاستنشاق وذاك الالم افتح نوافذي في واحة الحياة الواسعة.
رئيسة جمعية نساء ضد العنف