اللاجئون السوريون في الزعتري يحيون عاداتهم الرمضانية

المدينة نيوز:- تزدحم اسواق مخيم الزعتري بالمتسوقين من المحال المنتشرة في المخيم والتي تزيد على ثلاثة آلاف محل تتوزع بين الخضار والمواد الغذائية واللحوم والملابس، وأخرى تخصصت بالمنتجات الموسمية مثل القطايف والحلويات والعصائر في جو شعبي لا يخلو من اللمسات السورية بيعا وشراء وترويجا، كما لا يخلو من شوق للعودة الى الوطن، كما تعبر عن ذلك ام سمير وغيرها من المتسوقين.
وتعبر ام سمير التي كانت تبتاع الخضروات من "سوق الشانزلية" في المخيم عن حنينها واشتياقها لبلادها وللعودة اليها، مبينة انها تقوم على اعداد وجبات رمضانية تقليدية شعبية حسبما يتوفر لديها من المونة.
وأشارت الى طبق المليحي او (المنسف الحوراني) الذي يشكل جزءا من الهوية التراثية في درعا وريف حوران، وهو من الاكلات القديمة والمتوارثة والتي تتألف من البرغل واللحم والجميد والسمن العربي الاصيل؛ حيث انه يعد في اغلب الاوقات في بلادها ايام الجمعة والاعراس ووجبة رئيسية للضيوف.
ويتربع شراب العرقسوس المائدة الرمضانية الشامية كرمز وتقليد في شهر رمضان المبارك حيث يرى السواس زياد رستم الذي يرتدي السروال التقليدي الأسود لهذه المهنة مع سترة مزينة بنصف ياقة وطربوش فوق الرأس حاملا صاجات نحاسية لامعة ترن رنات محسوبة مع عبارات خاصة له منها (خمير يا عرقسوس)، مشيرا الى انه لا زال يعمل في المخيم بنفس مهنته في سوريا التي يعرفها منذ القدم في بيع عرق سوس والتمر.
وتستذكر ام امجد أيام وليالي رمضان في مدينتها درعا التي غادرتها منذ ست سنوات وتبادل العزائم والاجواء الرمضانية المختلفة، الا أنها تشير الى انها تكيفت مع ظروف الحياة في المخيم، وتحسنت الطريقة التي نقضي بها شهر رمضان الى ان يهيئ الله لهم العودة الى ديارهم وإعادة اعمارها .
وتقول ام وفا الحوراني انه على الرغم من صعوبة الصوم بعيدا عن الوطن والأحبة الا انها وعائلتها بدأوا يعتادون على الحياة في المخيم، معتبرة ان ما يتقاضونه من قيمة القسيمة الغذائية من برنامج الأغذية غير كافية، وخاصة للاجئين الذين لا يجدون مصدر دخل سوى هذه القسائم.
ويقول الستيني ابو محمد ان صلة الارحام شأن لا بد منه حتى في غربتهم حيث لازال يمارس العادات التقاليد الرمضانية مثلما كان في سوريا، لافتا الى ان العديد من العائلات السورية يفتقدون الكثير من الطقوس الرمضانية واقامتها في المخيم، لكنه يحافظ على دعوة بناته وابنائه ليشاركوه الافطار رغم قساوة الظروف.
الا أن آخرين اضطروا للتخلي عن الكثير من عاداتهم الرمضانية لضيق الحال حيث تحولت العزائم الى تبادل أطباق سورية معينة بين القاطنين في المخيم مثل فتة الحمص (التسقية) و (اذان الشايب المعروفة بالشيشبرك) والرقاقة اضافة الى الحلويات مثل الهريسة والحلويات المحشوة بالفستق الحلبي، مستذكرين موائدهم الرمضانية في بلادهم ولمة العائلة والاقارب وراحة البال.
وقالت مديرة العلاقات مع الدول المانحة والقطاع الخاص في برنامج الغذاء العالمي فاتن الهندي، إن البرنامج يقدم للاجئين السوريين في المخيمات الخبز مجانا بواقع اربعة ارغفة لكل فرد ومبلغ 20 دينارا شهريا لكل فرد ويتم الدفع عبر البطاقة الالكترونية وباستخدام بصمة العين، مشيرة الى انه سيبدأ خلال هذا الاسبوع توزيع التمور على اللاجئين في مخيمي الزعتري والازرق.
يشار الى ان مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الانسانية وزع السلال الرمضانية التي تشتمل على المواد الغذائية الاساسية المتنوعة من ارز وطحين وسكر وزيت وبقوليات ومعلبات وأجبان وعصائر على اللاجئين السوريين في مخيمي الزعتري والازرق لتتمكن الأسرة السورية من تغطية احتياجاتها الغذائية لقرابة الشهر.(بترا)