بانتظار تشكيل الحكومة أو أي أمر أهم
ليس مهما ما مضى من الزمان ليشغل بالا، ولا باّت من الغيب قبل أوانه والحاضر أجمل لتنعم ثم منّ ذا الذي يصدق اليوم أن من طبع الليالي الأمان، ولو أخذنا الخيام كُله لما أوصف حالا تماما ولن يكن ليخطر بباله أبدا أن الدنيا اليوم لا تعود نفسها على مدار اللحظة وان ما كان أملا ينتظر تحول إلى نزق وليس مهما أي سبب فالاستعداد للانقلاب من الحال لنقيضه بثوان من الأمور المعتادة الآن ولم تعد تثير عجبا ولا فرقا وربما بعض القرف فقط.
والخسائر تتوالى دون حساب وهي تزداد حتى ما عاد الإحساس لثمن ما موجودا، والهدر توقف وما عاد هناك عواطف ساخنة ولا أشواق ملتهبة وأسهل ما في الدنيا اليوم أن تقول حبيبي لأي كان أو تقول لمصادفة لقاء أو هاتف بأغلظ الحلفان عن كونك بشوق من زمان، فأي عصر هذا الذي بات فيه الكذب هو الصدق تماما، وهل لمثل عمر الخيام أن يضيف رباعية جديدة حول الأمر، أظنه كان سيفعل لو مكناه بطريقة ما بموبايل وأشركناه بحساب فيس أو تويتر لغرد لنا وقال من نحن تماما اليوم وكيف أننا أسوأ عما سلف مرات وآلاف منها، ولا الظن أن حال ابن خلدون سيختلف كذلك.
والنهايات أنواع وأكثرها شهرة اغتيال مرزوق بقرار من عبد الرحمن منيف وقتل سنتياغو علنا بأمر من غابريال ماركيز، أما الأسوأ منها الاغتيالات الاختيارية للنفس أو قتلها عمدا بالانتحار، ولطالما كانت العزلة موتا والانسحاب اغتيالا والاختفاء موتا وعودة الوعي أكذوبة، وهنا تماما تكون الإرادة محكوم عليها بالشنق طوعا وتكاد لا تمر لحظة بدون تنفيذ إعدام ليس على حبل مشنقة وإنما بتعليق قلب على عواميدها لينبض من اجل مجرد عيش منتظرا نهاية استسلم لها رغم ضعف الإيمان أو قلته أو حتى فقدانه، ترى كم هم الذين على قيد حياة فعلا وبالذات هنا.
السبيل - الاثنين 11/6/2018