أسعار لا يقوى عليها غير " الحرامية "

المدينة نيوز - خاص – داليدا العطي - : لا أعتقد بأن وزيرا في الحكومة خرج يتسوق مؤخرا من سوق وسطي الحال ، فمعاليه ، أطال الله في عمره ، تصله " الجروساري " - كما يلفظها – إلى بيته على البارد المستريح ، لأن دخله في العلالي .. وكل أعضاء الحكومة الرشيدة مثله تماما ، والمؤلم ، أن النواب لاحقون على الطريق ، في حين يكتوي بنار الأسعار من هم من أمثالنا – نحن فقراء البلد – وعمال البلد وموظفي البلد ..
يا بلد ..
كم مرة رأينا وزير الصناعة والتجارة المسؤول المباشر عن الأسعار في السوق ، كما يفعل وزراء الصناعة والتجارة في الدول التي تحترم مواطنيها ، ودستورها الذي أوجب عليها هذا الإحترام لأعز ما يملكه أي وطن وهو الإنسان ، دافع رواتب الوزراء والأعيان والنواب ورواتب كافة العاملين في الدولة .
لقد أفقدتمونا صوابنا ، وأخرجتمونا من ثيابنا بارتفاع اسعار لا يقوى عليها غير الحرامية ، ومن يعيشون مثلهم في رغد رغيد ، وعز تليد .. كانت أسعار السلع ترتفع بنسب لا تتناسب مع مداخيل الناس ، فيفتح المواطن فمه مرغما ويبتلعها ، لأنه يعي بان البلد مدينة بالمليارات ، فيشد الحزام على بطنه إكراما لما يحب ويعشق ، غير أن المتوحشين الذين يعيشون خارج الزمن الاردني الصعب يضعون أصابعهم في آذانهم ، ويستغشون ثيابهم كما كان يفعل قوم نوح ..
هل تنتظرون طوفانا مثل طوفان نوح يغرق الجميع ، أم أنكم استمرأتم احتقار الناس واستغفالهم والإستخفاف بهم لدرجة باتوا فيها بالنسبة إليكم مجرد أرقام وآلات تعمل لمزارعكم ، وبيوتكم ، ومشاريعكم ، وبطونكم التي لا تشبع ..
ألله أكبر عليكم .
حمى الله الأردن .