الشعب يريد حلا ولو على طريقة " المطلقات " !

المدينة نيوز – خاص – داليدا العطي - : لا أعرف ما هو سر يوم الأربعاء لدى النواب والأعيان والمسؤولين , فلو نبشتم ذاكرتكم لوجدتم أن هذا اليوم هو يوم المناسف والعزايم والعشوات والغدوات ، وإن لم تصدقوا فخذوا عني هذه المعلومات :
في غمرة انشغال الفقراء بحبة الدواء وبرغيف الخبز ، ينشغل المترفون والباشاوات المتقاعدون والأعيان والنواب بولائم الفخفخة ومقاهرة الناس ورفع ضغطهم .. ويتخيرون الأربعاء بالذات يوما للهلا والمرحب والول كوم ، ولقد علمت بالمواعيد التالية :
يوم الأربعاء القادم ستقام وليمة " مناسف " دعا إليها العين ظاهر الفواز في البادية الشمالية ووجهت رقاع الدعوة لرئيس مجلس الأعيان وللأعيان وللنواب ..
ويوم الأربعاء القادم ، نفسه ، وجهت دعوة من السفارة الألمانية لـ 7 نواب ( سيدات ) على الغداء في مطعم " تنورين " .
وفي نفس اليوم – الأربعاء – ذاته ، هناك دعوة غداء من قبل عقيلة السيد عاطف الطراونة نائب رئيس المجلس للنواب السيدات ولزوجات النواب في دابوق .
وفي نفس يوم الأربعاء ، ما غيره ، هناك دعوة من السيدة ليلى شرف للنواب والأعيان السيدات في منزلها ويقال إن الحفل " حفل شاي " .
هذه هي المواعيد التي سجلتها عن يوم واحد هو الأربعاء ، ترى : كم وليمة تقام في أيام الأسبوع كافة .. ؟؟
خرجت مسيرة ذيبان ولا أحد ذكرها من المسؤولين " لا كويس ولا عاطل " وطارت أخبار عن مسيرات حاشدة ستعم مختلف المناطق يوم الجمعة القادمة ، وسواء أكانت مسيرات الجوع تهويلا أو تهويشا أو فبركات ، إلا أن اللافت أن مجلس الأمة الذي يفترض به أن يكون ممثلا للأمة لم نسمع منه شيئا ..
إذا كان الشعب قد نفض يديه من نواب الـ 111 فإنه يستهجن موقف مجلس الملك الصامت حيال ارتفاع الأسعار وحيال ارتفاع الدواء وكل ما هتف به أهل ذيبان ..
كيف يصمت مجلس الملك على أمر يخص البلد ، مع أن أغلب أعضائه يعرفون أكثر من النواب مكامن الداء ، ومواطن البلاء .
بلغنا أن الأعيان " نشفوا دم الحكومة " على قانون المالكين والمستأجرين ، ولم يمرروا قرار النواب إلا بالزور ، وهي صدمة لم تكن تخطر لنا على بال ، ولو أصر الأعيان على رفضهم تأجيل نفاد القانون عاما ورفضوا إلغاء المادة الخامسة لكانت البلد كلها في حيص بيص ، ولرأى الأعيان الأجلاء أن ثلثي الشعب يسكن في الشارع ..
مطلوب تفعيل دور هذا المجلس الذي يشكل أحد جناحي مجلس الأمة ، ولا نريد أن يقتصر دوره على وضع القوانين في الادراج ..
وإننا – بهذه المناسبة – نسأل دولة طاهر المصري : كم قانونا موجودا في الأدراج ، ولماذا لا تجعل من مجلس الأعيان شعلة نور ونار ، نور لهدي من يضل من المسؤولين الجهلة ، ونار تحرق كل من يريد أن يحرق البلد ..
قد تسـألون من هو الذي يريد أن يحرق البلد ..
إنه من يترك التجار بلا راع وبلا عصى ، تلك التي هي لمن عصى ، هو نفسه من يتحدث عن نفسه كسلطة حكومية تنفيذية بينما يتحكم في الأسواق سلطة تنفيذية أهلية أخرى : هي سلطة الرشوة والفساد والإحتكار وقلة الدين ، سلطة من جعل سعر كيلو العجل المستورد 8 دنانير ..
من ينصفنا من هؤلاء حضرات الأعيان ؟
لقد بتنا كالمرأة المعلقة التي تراسل صحف المراهقين صارخة ملء فيها : أريد حلا !!
نريد حلا ولكن ليس في يوم أربعاء ، لكي لا تكونوا مشغولين ببطونكم وبكروشكم ..
نريد حلا أيها السادة
نريد حلا ولو على طريقة " المطلقات " .
حمى الله الأردن ! .