لا نزوح سوري باتجاه الأردن .. وتكثيف عمليات المراقبة
المدينة نيوز:- في وقت عاود فيه دوي اصوات الانفجارات في الجنوب السوري يسمع من جديد في الرمثا وقراها ليلة امس
واستمرت حتى ما بعد ساعات الفجر، نفت مصادر مطلعة، نزوح لاجئين سوريين الى المملكة جراء العملية العسكرية التي تنفذها قوات النظام في محافظة درعا منذ ما يقارب أسبوع.
وكانت قوات النظام السوري وحلفائها ركزوا القصف منذ مطلع الاسبوع على مدينة درعا ما أرغم عشرات العائلات على الفرار، في مسعى لعزل مناطق سيطرة المعارضة في جيوب عدة ما يسهل عليها عملياتها العسكرية لاستعادة جنوب البلاد.
وبدأ القصف منذ نحو اسبوع في محيط درعا وريفها الشرقي، والتي تكتسب أهمية استراتيجية لجهة موقعها الجغرافي الحدودي، حيث أدى القصف الى نزوح الاف المواطنين خارج المدينة.
التصعيد العسكري انهى وقف إطاق النار
وإعتبر المتخصص في العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور خير ذيابات، ان التطورات التي يشهدها الجنوب السوري منفذ جديد لتطورات الأزمة السورية التي بدأت منذ عام 2011 ، مشيرا الى ان التصعيد العسكري الذي تقوم به قوات النظام السوري وبدعم من القوات الروسية في محافظة درعا أنهى الاتفاق الخاص بوقف إطلاق النار في الجنوب السوري الذي عقد عام 2017 بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن.
واوضح الدكتور الذيابات أن تزايد سيطرة النظام السوري على جنوب سوريا في ظل الحديث عن وجود ميليشيات شيعية تابعة لإيران أعاد الاهتمام بالجنوب السوري للواجهة في ظل الاعتبارات الجيواستراتيجية للمنطقة.
وقال :«أصبح الجنوب السوري بؤرة استراتيجية قابلة للاشتعال في ظل تجمع العديد من القوى دولية والإقليمية المتناقضة (روسيا والولايات المتحدة، وسوريا والفصائل السورية المعارضة، وإيران وإسرائيل) عدا عن ذلك فإن مخرجات هذه التناقضات سيكون له انعكاساته السياسية والاقتصادية والاجتماعية على بعض الدول المجاروة كالأردن ولبنان».
واكد الدكتور ذيابات ان هذا المشهد يضع الجميع أمام العديد من السيناريوهات المرتبطة بالعديد من من المتغيرات: السيناريو الأول مرتبط بحالة عدم الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة وإصرار القوات السورية والميليشيات الإيرانية على البقاء بالقرب من الجولان، فإن احتمالية تدخل إسرائيل عسكريا واردة بهدف إبعاد سوريا وإيران عن الاقتراب من حدودها الشمالية. هذا الأمر ينطبق على الأردن ولبنان اللتان سترفعان درجة التأهب والاستعداد لمواجهة أي تطور عسكري محتمل. أما السيناريو الثاني فهو التوصل لحالة من الاتفاق بين القوى الدولية على ضرورة سحب القوات والميليشيات الإيرانية لمسافة بعيدة إلى حد ما من شمال إسرائيل مما سيعمل على نزع فتيل الأزمة، ويجعلنا نترقب تطور الأحداث من جديد!!
وحول الموقف الأردني من هذه التطورات اوضح إن الأردن يتابع بقلق هذه التطورات، خاصة وأن موقعه الجغرافي يجعله من أكبر المتأثرين بهذه الأزمة؛ فأي تطور عسكري محتمل سوف يحمل آثاره السلبية للأردن مثل موجة جديدة من اللجوء السوري وفرار بعض مقاتلي المعارضة السورية للأردن، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية والأمنية والسياسية على الحكومة الأردنية وبالتالي المزيد من التراجع الاقتصادي، الذي قد يضع الحكومة الأردنية في مواجهة جديدة مع احتجاجات الشارع الأردني؟!
نزوح داخل الاراضي السورية
وبخصوص التطورات على الحدود الشمالية للمملكة، قال رئيس بلدية السرحان الحدودية المهندس خلف السرحان « ان الاهالي ينامون على صوت قصف الطيران السوري ضمن محافظة درعا المحاذية لمحافظتي المفرق واربد».
وأوضح أن لهب القصف واعمدة الدخان غالبا ما يشاهده المواطنون في المناطق المحاذية للحدود السورية، مشيرا الى عدم نزوح اي مواطن سوري باتجاه الاراضي الاردنية.
وأضاف السرحان 'ان اصوات القذائف في الداخل السوري تؤكد ان هناك قصفا مدفعيا باتجاه بعض المناطق يسانده القصف بالطيران'.
ووفقا للاجئين في الاردن اتصلوا بذويهم في درعا، ان عمليات النزوح تتم داخليا الى المناطق الاكثر أمنا والتي لم يطالها قصف الطيران السوري والعملية العسكرية.
وتؤكد مصادر ان القوات المسلحة ترابط على الحدود مع سوريا وتكثف المراقبة والسيطرة لئلا يتم اختراق الحدود الاردنية، موضحة ان الجانب الامني منضبط ومسيطر عليه من الاجهزة الامنية.
وكان مسؤولون اردنيون اكدو ان الاردن ليس بإمكانه وحده تحمل اعباء نزوح جماعية من سوريا باتجاه الاراضي الاردنية لعدم ايفاء المجتمع الدولي بالتزماته تجاه مسألة اللجوء والنزوح السوري الى الاردن منذ ما يزيد على سبع سنوات.
اصوات القنابل تعود بعد عام مواطنون في مدينة الرمثا وما حولها، قالوا انهم لم يسمعوا مثل هذه الاصوات منذ اكثر من سنة، مشيرين الى استهداف محافظة درعا من قبل قوات النظام والطيران الروسي والمقاتلين الايرانيين وفق ما اخبرهم سوريون على اتصال مع اقاربهم في درعا.
واشاروا الى سماعهم لصوت الطيران في فترات متباعدة متخوفين من سقوط قذائف على المدينة وقراها القريبة من الحدود.
واستعادوا الايام الاولى للحرب السورية وقدوم الالاف من اللاجئين السوريين الى الرمثا عبر الشيك الفاصل بين المدينتين الرمثا ودرعا مؤكدين انهم في ذاك الوقت كانوا قادرين على استيعاب المهجرين قسريا الاانهم الان وحتى الدولة غير قادرة على استقبال اللاجئين في ظل الاوضاع الاقتصادية التي يعيشها الاردن والشعب. ويذكر ان محافظة درعا تشهد منذ الثلاثاء تصعيدا عسكريا تمثل بتكثيف قوات النظام قصفها للريف الشرقي لهذه المحافظة ليمتد الى اجزاء اخرى ما يُنذر بعملية عسكرية وشيكة في منطقة تسيطر على اجزاء واسعة منها فصائل معارضة. (الرأي)