من يخسر عندما يلتقي الحقد والمسؤولية ؟ ؟

تم نشره الإثنين 10 كانون الثّاني / يناير 2011 02:43 صباحاً
من يخسر عندما يلتقي الحقد والمسؤولية ؟ ؟
د.محمد احمد جميعان

سعة الصدر صفة ضرورية لمن يعمل ويخدم في العمل العام ، سيما الحساس منه ، لان اساس السياسة والعمل فيها اختلاف الرؤى وتلاقحها ، وهي لا تفسد للود او للعمل قيمته بل تعطيه قيمة عليا تعزز المصداقية في وجدان الشعب وذاكرته ، لتكون النتيجة تعزيز منعة النظام السياسي وصلابته.
وهنا نتحدث عن صنفين من المسؤولين ؛ الاول متواضع دمث في خلقه ياسرك لنفسه وعمله ولمن يمثل ، والثاني متكبر حاقد ينفرك ويبعدك عن ذاته وعن النظام الذي يمثله .
دماثة الخلق وصفاء السريرة مغروسة في النفس السوية ، تجعلك اسير من تتعامل معه ، ولا غرابة في ذلك فالانسان بطبعه اسير الاحسان حتى قيل انه عبد الاحسان ..
والحقد وسوء الطوية طبع ملازم لمن يحمله لا ينفك عنه منذ ان تكونت شخصيته الى ان يصبح مسؤولا في موقع ما ، فتقع الطامة بحجم تلك المسؤولية ، وهو ينم عن شخصية ضعيفة مهزوزة ، تبعد النفس عن تقبلها ، حتى ولو تظاهر الحاقد بالهدوء والتدين والبساطة احيانا فهي اسلحة قد تكون ضرورية لممارسة عمله، فهو يصعب عليه المواجهة للمقابل ، فيلجأ الى تخزين المواقف مع من تعامل معهم من اقربائه او زملائه ، ليمارس الحقد عليهم عندما تحين فرصته ، عبر تصفية الحسابات باسلوب الخبث اوالتحتية اوعن طريق تحريض الاخرين على من يحقد عليه..
الامر قد يكون مستوعبا او من السهل احتوائه حين يكون الحاقد شخصا عاديا او مواطنا كبقية الاخرين ، فيصبح القرب اوالبعد منه بحجم خبث مواقفه وحجم الاساءة فيها ..
ولكن المصيبة الكبرى عندما يكون هذا الحاقد في موقع المسؤولية ، يتحمل مسؤولية عامة ، يفترض ان يقدم من خلالها خدمة للدولة او النظام السياسي ، سيما اذا كانت مسؤوليته بمستوى استخلاص النتائج والتوصيات في الصفوف الثانية او الثالثة في مؤسسة ما ، لان هذه المواقع بيدها حبك الوقائع وتنظيمها وخلاصة النتائج والتوصية للمدير او المسؤول الاكبر ، حيث يلجأ الى ممارسة حقده وتصفية حساباته بطريقة لا يدركها من يمارس عليه الحقد ، فتظهر النتائج على ايدي الاخرين ويكون هو (أي الحاقد) يقطف ثمار حقده وهو في موقع المتفرج الذي يتلذذ على ما اقترفته يداه ، ولكن السؤال الكبير على حساب من يصفي هذا الحاقد المسؤول عنفوانه نفسيته المدمرة ؟!
نعم على حساب الدولة والنظام السياسي الذي يفترض انه يسعى لخدمته ، وذلك عندما يستقطب العداوات للنظام وعندما يزيد بل ويوسع من حجم المعارضة له، من خلال استغلال صلاحيات وظيفته ليصفي حسابه على من يحقد عليهم من اقربائه او زملائه السابقين او جيرته وابناء حيه او..
خلاف الراي يثري المسيرة ، ويراقب الاداء للدولة، ويشكل متنفسا سياسيا تنصهر فيه الرؤى، لتشكل بوتقة تخدم النظام السياسي نفسه، وتحافظ عليه من خلال برامج الاصلاح التي تقدم، وتجري مناقشتها واقرارها حسب القناعات بها .
ولكن المسؤول الحاقد على ذلك القريب او الناشط يهمل ذلك كله ويبحث عن كلمة او عبارة او موقف او نشاط ، ليجعل من الحبة قبة ، تأويلا وتسطيحا وامعانا فيما يضمر في نفسه من اساءة وحقد، وليخسر من يخسر حتى ولو كانت الدولة او النظام السياسي الذي يخدمه ، ما دامت اسارير الحاقد تنفرج ويرتاح بها صدره ، لينتقل الى جولة اخرى ومع من هذه المرة ؟!
ولكن الخسارة تبقى وتتراكم على النظام نفسه دون ان يدركها احد ؟!

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات