لماذا جمدت امريكا المساعدات للسلطة الفلسطينية ؟
هل قيام الولايات المتحدة الامريكية بتجميد اموال المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية يخدم عملية السلام؟
هل مطالبة السلطة الفلسطينية بوقف دفع رواتب اسر الشهداء والجرحى والاسرى الفلسطينيين له اساس قانوني في القانون الدولي ؟
لماذا تريد امريكا كدولة عظمى ان تضع نفسها تحت تصرف الحكومة الاسرائيلية ؟ ولخدمة من ولمصالح من؟
هل نسيت امريكا معاهدة تبادل الاسرى التي ابرمت بين انجلترا والولايات المتحدة عام 1813م؟
السؤال يبقى ان نذكر الولايات المتحدة الامريكية بالوضع الحالي للمعتقلين الفلسطينيين ، عسى ان تصل رسالتنا لكل أمريكي مهتم بالشأن الفلسطيني- الاسرائيلي ، وهي على النحو التالي :
تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي ممارسة الاعتقال التعسفي والعشوائي لآلاف الفلسطينيين واخضاعهم للتعذيب والمعاملة القاسية واللاانسانية والحاطة بالكرامة وذلك خلافاً لاحكام المواد 83 – 96 من اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949م.
حيث بلغ عدد الاسرى والمعتقلين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي مع أواخر آذار 2018م على النحو التالي :
(6500) أسير في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي
(350) طفال
(62) أسيرة بينهن (21) أم، و(8) قاصرات
(6) نواب
(500) معتقل إداري
(1800) مريض بينهم (700) بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل
عمداء الأسرى: (48) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين سنة بشكل متواصل.
جنرالات الصبر: (25) أسيرا مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن.
أيقونات الأسرى: (12) أسيرا من أولئك مضى على اعتقالهم أكثر من ثلاثين عاما وأقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس المعتقلان منذ (35) عاما.
الأسرى القدامى: (29) أسيرا هم قدامى الأسرى و معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، وهؤلاء ممن كان يفترض اطلاق سراحهم ضمن الدفعة الرابعة في آذار/مارس عام 2014، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تنصلت من الاتفاقيات وأبقتهم رهائن في معتقلاتها .
وعليه تكون قوات الاحتلال الاسرائيلي قد اعتقلت منذ العام 1967 وحتى يومنا هذا ما يزيد عن مليون اسير ومعتقل فلسطيني منهم أكثر من 15000 امراة .... وما زال غالبية المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون لاساليب التعذيب المحرمة دولياً. ودائماً ترد معلومات من العديد تؤكد تعرض معظم المعتقلين لاشكال مختلفة من التعذيب من قبل اجهزة الامن الاسرائيلية, ويشكل ذلك انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة, والاتفاقية الخاصة بمناهضة التعذيب وغيره من اشكال المعاملة القاسية واللاانسانية للعام 1984م.
وتمارس اسرائيل التعذيب كوسيلة رسمية تحظى بالدعم السياسي والتغطية القانونية التي وضعتها المحكمة العليا للاجهزة الامنية الاسرائيلية في العام 1996 بعد ان منحت جهاز الشاباك الحق في استخدام التعذيب واساليب الضغط الجسدي والمعنوي ضد المعتقلين.
وتقوم اسرائيل بنقل واحتجاز آلاف المعتقلين الفلسطينيين الى مراكز الاعتقال داخل اراضي اسرائيل وخارج حدود الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م, وهذا انتهاك للمادة 76 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على انه يحتجز الاشخاص المحميون المتهمون في البلد المحتل, ويقضون فيها عقوبتهم اذا ادينوا.
وتتنافى الاجراءات الاسرائيلية التي تهدف الى ابقاء ملف معتقلي قطاع غزة مع المادة 77 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم الدولة المحتلة بتسليم الاشخاص المحميين الذين ادانتهم محاكمها في الاراضي المحتلة, الى سلطات الاراضي المحررة.
بعد كل ما ذكر اعلاه ، لماذا امريكا تتخذ سياسية عقابية بحق السلطة الفلسطينية ؟ هل من المعقول حرمان شعب من حقه في تقرير مصيره ؟
بقلم:د.حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي