الراقصون على الجراح
منذ اللحظة التي بثت فيها وكالة الأنباء الأردنية/ بترا، مرتين، قبل أيام، خبرا يحكي ارتفاع نسبة السرطان بين متعاطي مادة التنباك؛ عرفت يقينا أن الحكومة في سبيلها إلى رفع مادة التبغ بحجة تزهيد الناس فيما يودي بحياتهم!!!! وسبب هذه المعرفة أن تلك الأساليب والطرائق التي تسلكها الحكومات المتعاقبة باتت مكشوفة عارية عن أي من أشكال الإبداع، فهي حجج مكرورة معادة، لا ماء فيها ولا حياة، حجج خلقت ميتة، قبل أن تولد أصلا.
اليوم، اقترح النائب إبراهيم بني هاني فرض ضريبة مقطوعة على كلّ علبة سجائر، بواقع نصف دينار [على الأقل]، تخصص لعلاج مرضى السرطان.
وزير الصحة الشياب استعذب المقترح واستحلاه، وأثنى عليه وتبناه!!!!
ونحن نقول: كفاكم عبثا واستخفافا بعقولنا! منذ متى تهتم الحكومة لأمر مرضى السرطان؟ أليست هي من أراق ماء وجوههم على أبواب المستشفيات، أليست هي من كان سببا في وفيات كثيرين منهم من دافعي الضرائب التي تنوء بحملها الجبال.
الأطفال في الحواري والأزقة يعلمون أن مرضى السرطان ليسوا في خاطر الحكومة، بدليل ما فعلته بهم من قبل في حكومة الملقي!!! عندما تجردت من إنسانيتها لصالح الجباية. الأطفال يعلمون أيضا أن اقتراح بني هاني وتأييد الشياب جاءا دعما لسياسة الجباية التي تتظاهر حكومة الرفيق الرزاز بمحاربتها!!!!
تريدون دعم مرضى السرطان!؟ إن فيما تفرضون من ضرائب كفاية وفوق الكفاية. غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع!!
تريدون دعم مرضى السرطان؟! حاسبوا الفاسدين، وردوا أموال دافعي الضرائب (الشعب) المنهوبة المسلوبة، يشكر لكم مرضى السرطان وذات الرئة وأنفلونزا الخنازير أيضا.
الوزير حريص على مرضى السرطان!!! لو كان كذلك ما سمح باستيراد مواد مسرطنة محظورة وراثيا منذ خمس عشرة سنة، عاش الأردنيون دونها طوال هذه المدة، فبأي علة وسبب تسمح باستيرادها؟؟؟ اعطني مبررا واحدا أيها الحريص على مرضى السرطان!!! .
لماذا لا يقترح نائب أو وزير محاسبة فلان من كبار الفاسدين الذين يسرحون ويمرحون بلا خوف أو قلق!!!
لم تصنع حكومة الرفيق الرزاز أي شيء تجاه قرارات الحكومة السابقة التي قتلت الإنسان في المواطن الأردني، وحولته إلى آلة تطبع الدنانير والدولارات، لتغطية سفرات ومياومات من سمتهم الحكومات "صناع القرار"، وسمتهم الشعوب موقعي مذكرات.
رفعتم أسعار الخبز والمحروقات والمركبات والعلاج والسجائر .......... الخ، ولم تقدموا شيئا يلمسه دافع الضرائب.
حتى التشريعات باتت اعتباطية خاضعة للمزاج والمصلحة والمنفعة.
نحن لا نرجوكم أن تنظروا في هذه القرارات، نحن نلزمكم بضرورة تغييرها.
أذكركم يا من سميتم أنفسكم "صناع قرار" بثورة "التبغ" التي أسقطت حكومة إيران. وحركت ملايين ممن لا وزن لهم في رأي "الكبار!!!!".
نعم التبغ يسقط حكومات، ويغير مسار أحداث.
أكثر الأردنيين باتوا يفكرون بالفرار من هذا الجحيم، ونحن نقول لهم لا تفروا، بل اثبتوا، ولترحل القلة التي صنعت الجحيم.