نعم .. افتحوا الحدود أمام السوريين في درعا
قرار إغلاق الحدود الأردنية السورية قرار قديم وليس جديد وجاء إثر عملية إرهابية استهدفت الجيش الأردني، وهي لغايات أمنية أكثر منها لغايات إنسانية فالجانب الأردني ما زال يقدم المساعدات الإنسانية للاجئين على الحدود دون إدخالهم لا سيما مخيّم الركبان (عوائل عناصر داعش).
تصريح الصفدي لم يتمتع بالدبلوماسية المعهودة منه، بل كان جافاً ومباشراً ومعاكساً لمبادئ الشعب الأردني المضياف وإسلاميّ الهوية وقوميّ النزعة، كان يمكنه القول "بأنّ الأردن لا يستطيع تحمل أعداد جديدة من اللاجئين في الوقت الحالي بسبب شحّ المساعدات"، وأن يوفّر هذه الجولة الواسعة من الانتقادات والدعوات لفتح الحدود.
لا يجب علينا ككتاب ونخب وحتى أحزاب أن نكرر ذات الرواية الحكومية للأحداث دوماً، علينا التفكير بعمق أكثر وبسياقات مختلفة للقضية الواحدة، مثلاً يمكننا أن نفكر بأن الفشل الحكومي والفساد الاقتصادي سبب أساسي في عدم قدرتنا على دعم اللاجئين اليوم!، لماذا لم نتمكن حتى الآن من أن نكون دولة اقتصادية قوية؟!، هل فشلنا الاقتصادي مبرر لعدم تقديم المساعدات الإنسانية أو التعامل مع لاجئين عرب إخوة لنا؟.
أمر آخر، هل كل المساعدات التي تصل للأردن لأجل اللاجئين تصل لهم فعلاً؟! أم تذهب لسين وصاد؟!، وهل أدرنا هذه المساعدات بطريقة صحيحة في ظلّ فشل الحكومة الاقتصادي التام في إدارة الموازنة ذاتها؟!.
ألمانيا تتساوى فيها إيراداتها ومخصصاتها للاجئين، لأنها تقوم باستثمار وجود اللاجئين لتحريك الاقتصاد الألماني عبر صرف الرواتب للاجئين وبالتالي قيامهم بشراء البضاعة الألمانية وبالتالي انتعاش الاقتصاد والحصول عليها في النهاية على شكل ضرائب! (كما نشر في موقع بلوج الاقتصادي المشهور)
أخيراً، لا يمكنني تقبل فكرة انتقاد الدعوات التي تنادي بفتح الحدود بحجّة الخوف على أمن البلد أو الوقوف مع البلد أو السياسة الخارجية والمصالح الأردنية لا سيما أنه ومن المعروف عالمياً أن سياسة "رفض اللاجئين" سياسة شعبوية مقبولة لدى بعض الأوساط اليمينية المتطرّفة في أي دولة وهي التي أفرزت المتطرّف الذي أعلن القدس عاصمة لإسرائيل ترامب، والمتطرّف الآخر الذي منع النقاب وعاقب رئيسة اتحاد طلبة لأنها ظهرت بالمنديل على التلفزيون الرسمي في فرنسا الرئيسي الفرنسي ماكرون حيث كان أبرز شعار في دعايتهم الانتخابية هو "رفض اللاجئين"، ولا يمكنني تقبل الرواية الساذجة والتي تدّعي بأن الحملة هي لذباب إلكتروني أو جيش إلكتروني أو معارضة إلكترونية لا سيما أن هذه الدعوات تجتاح اليوم فيسبوك كرأي عام أردني موحّد ينتصر لمبادئه، علينا تقبل هذه الدعوات بسياقها الإنساني العام بدون الدخول في معارك جانبية حول الهدف الحقيقي لكل فرد فيها وهي مهمّة الشيطان.